وصف مسؤول أممي رفيع، الوضع في محافظة تعز (جنوب غربي اليمن) بأنه خطير، بالتزامن مع استمرار المليشيا الحوثية الإرهابية في محاصرة المدينة، ورفضها تنفيذ بنود الهدنة القائمة.
وقال نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن دييغو زوريلا، في مقابلة مع وكالة فرنس برس، إن "الوضع تحسن بشكل عام" خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مستشهداً بانخفاض عدد الضحايا المدنيين وزيادة الإمداد المنتظم بالوقود واستئناف بعض الرحلات التجارية من صنعاء".
واستدرك قائلاً: "بما أن الطرق لا تزال مغلقة، فإنّ التحسن الذي طرأ (على الوضع الأمني) لا يرقى إلى مستوى توقّعات السكان"، في إشارة إلى أحد العناصر الرئيسية للهدنة لم يتم تنفيذه بعد.
وأشار إلى أن حواجز الطرق والتحويلات العديدة التي تضعها مليشيا الحوثي عائقاً أمام الحركة، تؤدي إلى مضاعفة تكاليف النقل أربع مرات، وتعقيد إيصال المساعدات الإنسانية، وتحرم العديد من اليمنيين من الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وذكر أنّ "الوضع خطير بشكل خاص في تعز" التي يعيش فيها "ما بين 1,5 ومليوني شخص.
ويعيش حوالى 80 بالمئة من السكان في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة، لكن الحوثيين يسيطرون على المناطق المرتفعة حيث توجد آبار المياه التي تغذي المدينة، لذلك يتعين على غالبية السكان شراء المياه من صهاريج "أكثر تكلفة بكثير"، فيما "لا يستطيع 16 ألف عامل من الجانبين رؤية عائلاتهم"، بحسب المسؤول الأممي.
وأشار إلى ما يعانيه المرضى في ظل الحصار الحوثي "فبدلاً من القيام برحلة مدتها 20 دقيقة لغسيل الكلى، يضطر المرضى أحيانًا إلى الذهاب إلى عدن"، نتيجة لإبقاء الحوثيين هذه المحافظة معزولة عن بقية البلاد، ويجب على سكانها أن يسلكوا طرقاً جبلية خطيرة للغاية للوصول إلى عدن في ثماني أو تسع ساعات، مقارنة بثلاث ساعات في الأوقات العادية.
وشدد زوريلا على أنّ إعادة فتح الطرق "قضية إنسانية واقتصادية وتنموية رئيسية"، مشيرًا إلى أنّ أكثر من ثلثي 30 مليون يمني أو 23 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية.