مصادر تكشف إفشال مليشيا الحوثي الاتفاق على دفع المرتبات واستخدامها للمزايدة فقط

السياسية - Saturday 30 July 2022 الساعة 08:16 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تتعمد مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، نشر معلومات مضللة متصلة بموضوع مواقفها من مساعي تمديد الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة والتي يفترض أن تنتهي مطلع الشهر القادم كما جرت عادتها مع كل مفاوضات تجري بخصوص الهدنة.

وكانت آخر المعلومات المضللة التي نشرتها مليشيات الحوثي واستبقت بها المساعي الحالية الجارية للتوصل لاتفاق على تمديد للهدنة التي يفترض أن تنتهي الأسبوع القادم وتحديداً في الثاني من أغسطس القادم هي ما يتصل بقضة دفع مرتبات موظفي الدولة حيث نشر ناشطو وإعلاميو المليشيات الحوثية شائعات عن قبول الطرف الآخر ممثلاً بدول التحالف العربي وحكومة الشرعية بمطالبهم بدفع مرتبات الموظفين وبواقع شهرين كدفعة أولى.

وكشفت مصادر في وزارة الخارجية الخاضعة لسيطرة المليشيات في صنعاء لنيوزيمن، أن ما تنشره وسائل إعلام واعلاميو المليشيات ليس صحيحاً، وأنه يندرج في إطار المزايدات التي يحاول الحوثيون تسجيل مواقف من خلالها والظهور بمظهر المدافع والمطالب عن حقوق الناس وعلى رأسها قضية صرف المرتبات.

ويعيش الموظفون اليمنيون مأساة حقيقية متمثلة بانقطاع مرتباتهم منذ ستة أعوام، بسبب الحرب من جهة والخلافات بين حكومة الشرعية ومليشيات الحوثي من جهة أخرى، خصوصاً بعد قيام الأولى بنقل مقر البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى العاصمة عدن في أغسطس من العام 2016م وتحديدا بعد فشل مشاورات الكويت بشأن اليمن، وهو الأمر الذي وجدت فيه المليشيات مبررا للتنصل من دفع مرتبات الموظفين بحجة أن حكومة الشرعية كانت التزمت بذلك حين نقلت البنك المركزي.

>> تكفي لصرف مرتبات موظفي اليمن.. جبايات الحوثي تتجاوز 90 مليار ريال من الضرائب

وحسب المصادر فإن مليشيات الحوثي طرحت موضوع دفع مرتبات الموظفين كأحد المطالب للموافقة على تمديد الهدنة، لكنها وضعت لتنفيذ ذلك شروطا معينة وابرزها أن تلتزم هي بتوريد إيرادات ميناء الحديدة إلى حساب خاص فيما تلتزم حكومة الشرعية بدفع فوارق مرتبات الموظفين وهو الأمر الذي وافقت عليه حكومة الشرعية مشترطة في الوقت نفسه ان تلتزم المليشيات بتحصيل جميع الإيرادات الأخرى من جمارك وضرائب وايرادات زكوية وغيرها إلى ذات الحساب وهو الأمر الذي رفضته المليشيات الحوثية جملة وتفصيلا.

واعتبرت المصادر رفض المليشيات الحوثية توحيد جميع الأوعية الايرادية في حساب واحد بانه دليل على تعمدها عرقلة التوصل إلى اتفاق يسمح بحل مشكلة دفع مرتبات الموظفين وفي الوقت نفسه يؤكد أنها تستخدم قضية المرتبات لمجرد المزايدة السياسية والإعلامية، لكنها في الحقيقة لا يهمها حل هذه المأساة بأي شكل.

وبالإضافة إلى حجم الأموال التي تجبيها المليشيات من عائدات ميناء الحديدة فإنها تقوم بتحصيل مليارات الريالات من الإتاوات التي فرضتها خصوصا تلك الاتاوات غير الدستورية وغير القانونية مثل الجمارك الإضافية التي تفرضها على مختلف السلع القادمة عبر الموانئ والمنافذ الجمركية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، بالإضافة إلى الضرائب غير القانونية والاتاوات في مختلف المجالات والتي فرضتها المليشيات دون أي سند دستوري أو قانوني وهو الأمر الذي بات يمثل دليلا على ممارساتها الانفصالية الواضحة والرافضة للالتزام بدستور الجمهورية اليمنية وقوانينها النافذة فيما يخص الايرادات المالية المختلفة.

وأكدت المصادر أن رفض المليشيات توحيد الأوعية الايرادية في حساب واحد يؤكد مخاوفها ليس من حجم الأموال التي تجبيها خارج إطار النصوص الدستورية والقانونية، بل وخوفها من كشف حجم الفساد المالي الذي تمارسه جراء تلك الجبايات التي لو تم كشفها بشكل رسمي ودقيق لعرف المواطنون وخصوصا الموظفون في مناطق سيطرة المليشيات أن هذه الأخيرة تواصل ممارسة الكذب والتدليس عليهم فيما يخص مرتباتهم رغم قدرتها على صرفها من الإيرادات التي تجبيها.

وتكتفي المليشيات الحوثية بصرف نصف مرتب للموظفين في مناطق سيطرتها مع كل عيد فطر وعيد أضحى، أي بواقع مرتب واحد في العام، قبل أن تقوم بسرقته من الموظفين من خلال الزامهم بالتبرع لفعالياتها وانشطتها المذهبية والطائفية وربط تلك التبرعات بحصولهم على الغاز المنزلي، أو من خلال الجرع السعرية خصوصا في أسعار المشتقات النفطية والغاز.

وكانت مصادر في مصلحة الضرائب الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، كشفت لنيوزيمن عن ارتفاع حجم الأموال التي تجبيها المليشيات من الضرائب إلى حوالى ثلاثة أضعاف ما كان يتم تحصيله وجبايته خلال الأعوام الماضية.

من جانبها قالت مصادر في وزارة المالية الخاضعة لسيطرة المليشيات لنيوزيمن: إن هذه الأرقام تؤكد أن بإمكان المليشيات الحوثية دفع مرتبات موظفي الدولة حسب كشوف العام 2014م في جميع محافظات اليمن، إلا أنها تواصل رفضها تسليم مرتبات الموظفين حتى في مناطق سيطرتها بحجة أنها لا تملك الإيرادات الكافية لذلك وتكتفي بصرف نصف مرتبين فقط موزعة على أربعة أنصاف خلال العام كله.