لجنة عليا للإيرادات برئاسة الزبيدي.. معركة مفتوحة ضد مافيا الحرب
السياسية - Tuesday 16 August 2022 الساعة 07:39 amأثار إعلان رئيس مجلس القيادة الرئاسي عن تشكيل لجنة عليا لحصر وإدارة الموارد برئاسة عضو المجلس عيدروس الزبيدي، تفاعلاً واسعاً وردود أفعال حول أهمية ضبط ملف الإيرادات بالمناطق المحررة والتي تعاني من نهب واسع في ظل ظروف الحرب.
وأعلن مجلس القيادة الرئاسي أواخر يوليو الماضي خلال اجتماع له عن مناقشة مقترح لتشكيل لجنة عليا للإيرادات السيادية والمحلية، معنية باعتماد الرؤية الإيرادية للدولة وتمكينها من إدارة جميع مواردها.
وكشف العليمي خلال لقائه، السبت، مع هيئة رئاسة مجلس النواب ورؤساء الكتل عن قرار للمجلس بتشكيل اللجنة برئاسة عضو المجلس عيدروس الزبيدي وعضوية كل من الأعضاء: أبو زرعة المحرمي، سلطان العرادة، عثمان مجلي، عبدالله العليمي.
العليمي أكد بأن اللجنة مفوضة بشكل كامل للتعامل مع ملف الإيرادات والرفع بأي مقترحات لتحصيل الإيرادات المحلية والمركزية وتنمية تحصيلها، والرفع بأسماء أي قيادات مدنية أو عسكرية تعرقل ذلك لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم.
ولاقى هذا القرار إشادة واسعة من قبل اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين أكد اقتصاديون على أهمية هذه الخطوة لتسريع وصول الدعم الذي أعلنت عنه السعودية والإمارات ومنها الوديعة للبنك المركزي عقب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.
وقال الصحفي الاقتصادي ماجد الداعري في منشور له على "الفيس بوك"، إن خطوة تشكيل اللجنة تأتي لتهيئة الأجواء لاستيعاب تلك الوديعة في إطار برنامج إصلاح اقتصادي وطني شامل.
مضيفاً بأن ذلك يهدف لتصحيح مالية الدولة ومؤسساتها ومحاربة الفساد وتفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة وتحصيل كافة موارد الدولة ومن مختلف مؤسساتها الإيرادية الجمركية والضريبية والإنتاجية المختلفة ومنها النفطية والغازية.
وعلى النقيض من ذلك، لاقت خطوة تشكيل اللجنة ردود أفعال غاضبة من قبل جماعة الإخوان عبر ناشطيها وإعلامها ومنها صحيفة "أخبار اليوم" التابعة للجنرال علي محسن الأحمر التي شنت هجوماً عنيفاً ضد رئيس مجلس القيادة عبر تقارير ومقالات لكتاب إخوان.
وهاجم رئيس تحرير الصحيفة سيف الحاضري على صفحته في "الفيس بوك" العليمي وقال بأنه "منح الزبيدي إدارة وحكم وطن بتمكينه الكامل من إدارة موارد الدولة وحق الجباية في جميع مرافق الدولة ومنافذها البرية والبحرية والجوية"، زاعماً بأن ذلك "نظام يبتدعه العليمي رشاد لم نجده في أي دولة من دول العالم، نظام خارج الدستور والقانون".
هذا الهجوم الإخواني اعتبره نشطاء وصحفيون مؤشراً على قوة المعركة التي ستخوضها اللجنة لانتزاع الموارد من قبل قيادات نافذة بالجيش والدولة وأغلبها موالية لجماعة الإخوان، مستغلة ظروف الحرب.
الصحفي سياف الغرباني أشار في منشور إلى ما أسماها "حفلة صراخ الإخوان ضد مجلس القيادة"، وقال بأنها بسبب "شعور الجماعة باليأس من خطر فقدان القدرة على سرقة الوظائف ونهب الموارد".
في حين يرى الصحفي محمد سعيد الشرعبي بأن تعيين عيدروس الزبيدي رئيسا للجنة جمع وحماية الموارد يعني وجود خطة معركة كسر عظم مع مافيا الفساد التي تغولت خلال السنوات الماضية، معلقاً: هذا القرار أهم وأعمق من تغيير قائد عسكري أو محافظ.
ويؤيد هذا الطرح الناشط نائف طعيمان الذي قال بأن قرار تعيين اللواء عيدروس الزبيدي رئيسا للجنة الموارد سيكون وقعه أشد وردة فعله أقوى من التحرك العسكري.
وأضاف قائلاً: رئيس لجنة الموارد يعني مواجهة مافيا الفساد وجها لوجه والتي أوغلت في فسادها وفي سرقة أقوات الناس.. نتمنى على اللجنة أن تراجع كل صغيرة وكبيرة من إيرادات الدولة.
وفي تصريح سابق لرئيس الوزراء معين عبدالملك كشف فيه أن 80% من إيرادات المناطق المحررة لا تورد للحكومة بسبب الفساد، ما يعكس حجم التحديات التي تقف أمام لجنة الموارد في انتزاع إيرادات بمليارات الريالات وتحصيلها إلى البنك المركزي في عدن.