مخاطر شديدة ومخاوف عديدة يعيشها العابرون والمسافرون من سائقي السيارات والشاحنات في طريق هيجة العبد بمديرية المقاطرة بسبب تهالك الطريق الشريان الوحيد لتعز والرابط بين المحافظة ومحافظتي لحج والعاصمة عدن.
ومسافرون من نساء وأطفال وشيوخ يعلقون لساعات طويلة وقد تمتد ليوم أو يومين يعانون من قسوة البرد وعناء السفر في مكان خال بلا أي خدمات أو حتى دورات مياه لقضاء الحاجة.
لا يكاد يمر يوم في هيجة العبد إلا بوقوع حادث مروري أو اثنين أو ثلاثة أو انقلاب لشاحنة، مناشدات متكررة بحت أصوات السائقين من إطلاق النداءات والاستغاثات لقيادات محافظتي تعز ولحج والحكومة والتحالف لإصلاح وترميم هذا الطريق الحيوي لكن دون جدوى.
أوقف أهالي هيجة العبد حركة مرور الشاحنات والسيارات على مدى يومين احتجاجا على استمرار الحوادث المرورية اليومية والتجاهل الحكومي وعدم مسح الطريق بالشيولات ولو بشكل مؤقت بعد أن تسببت سيول الأمطار بأضرار فادحة في الطريق عقب ساعات من انقلاب شاحنة غاز واحتراق جزء منها.
قال قاسم سعيد، أحد سائقي الشاحنات لـ(نيوزيمن)، نحن أبناء محافظة تعز نعاني من وعورة طريق هيجة العبد بسبب الأمطار وتسببت لنا بانقلاب شاحنات عديدة كانت تحمل مواد غذائية ومساعدات لأهالي المدينة المحاصرة من قبل الحوثيين منذ ما يزيد عن سبع سنوات.
وأشار عبدالرقيب محمد، سائق باص، إلى أن تكرار الحوادث المرورية وانقلابات الشاحنات في طريق هيجة العبد هذا الطريق الاستراتيجي دليل على الإهمال والفشل لقيادة السلطة المحلية بمدينة تعز والحكومة.
وأكد أن هذا الطريق يعاني من اتساع الحفريات وتهالك الطبقة الإسفلتية وتحولت بسبب الأمطار الغزيرة إلى طريق خطرة تتسبب في انزلاق الشاحنات والسيارات وحدوث عشرات الحوادث خلال بضعة أيام.
وتمر طريق هيجة العبد بأسوأ حالاتها خاصة في المناطق العلوية التي لم تشملها المرحلة الثالثة من الصيانة والتي تضررت طبقة الأساس فيها وأنتجت حفريات عميقة صارت بمثابة كمائن للسيارات والشاحنات المارة بمختلف أنواعها وحمولاتها والتي تتسبب في حوادث مروعة.
وناشد سائقو شاحنات النقل الثقيل السلطات المحلية بتعز ولحج إنهاء المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها مع أبناء المحافظة العابرون وسائقو شاحنات السلع والمواد الغذائية والمشتقات النفطية وغيرها جراء الطريق الخطرة والوعرة.
وطالبوا قيادتي محافظة تعز ولحج وقيادة المجلس الرئاسي بسرعة إنجاز طريق هيجة العبد في أسرع وقت ممكن وترميمها للحد من الحوادث اليومية والخسائر الباهظة التي تكبدوها خلال الفترة الماضية في ظل تجاهل الجهات المعنية لمعاناتهم.
وكشفت إحصائية حديثة نشرتها منظمة سام للحقوق والحريات أن أكثر من 180 شخصا توفوا وأصيبوا في حوادث سير بطريق هيجة العبد نتيجة تعرضها للخراب المستمر وذلك لغياب أعمال الصيانة عنها منذ سنوات طويلة التي تعد المنفذ الوحيد للمحافظة المحاصرة من قبل مليشيا الحوثي.
وأوضحت المنظمة: "بلغ عدد الضحايا في طريق هيجة العبد 32 وفاة، و152 إصابة في 21 حادث سير، خلال الفترة من 2017 إلى 2021".
وأضافت. "تعد هيجة العبد في مديرية المقاطرة أهم طريق يربط مدينة تعز وأريافها بالعالم، وهي طريق جبلية وعرة وتتعرض للخراب والإغلاق باستمرار بسبب الأمطار، ووقعت فيها مئات الحوادث الخطيرة".
وتحولت هذه الطريق من طريق فرعي إلى طريق رئيس ومنفذ وحيد للمحافظة بعد إغلاق المليشيا الحوثية جميع المنافذ والطرقات التي تربط بين معظم مديريات المحافظة من جهة والمحافظة وبقية المحافظات من جهة أخرى.
ويؤكد مختصون أن طريق هيجة العبد أصبحت في الآونة الأخيرة مهددة أكثر من أي وقت مضى بانقطاع كامل ما لم يتم عمل معالجات سريعة وعاجلة لتأهيلها وإصلاحها.