بين "مناورة" الضباب و"اختراق" نجد قسيم.. خيارات تعز أمام محاولات الحوثي لخنقها
السياسية - Friday 02 September 2022 الساعة 02:45 pmأعادت المواجهات العنيفة التي شهدتها جبهة الضباب غربي تعز يوم الأحد الماضي، التذكير ببقاء المدينة وأبنائها تحت تهديد مستمر أمام محاولات ذراع إيران لإطباق الحصار بشكل كامل عليها.
فالمعارك التي استمرت لساعات وبشكل هو الأعنف منذ أشهر، جرت على بعد أقل من 3 كم من خط (التربة – تعز) وهو الطريق الوحيد الذي يربط بين مدينة تعز والمناطق المحررة جنوباً، وسبق وأن نجحت ذراع إيران في قطعه قبل نحو 6 سنوات.
حين نجحت مليشيات الحوثي بقطع هذا الطريق أواخر عام 2015م، بعد سيطرتها على منطقة نجد قسيم إثر اختراق مفاجئ شهدته مديرية المسراخ غرب تعز بسقوطها تحت سيطرة المليشيات.
هذا الاختراق أربك حينها صفوف المقاومة الناشئة في تعز ومثل تهديداً خطيراً لها بتطويق المناطق المحررة في مدينة تعز وصبر من ناحية، ومن ناحية أخرى يفتح المجال لتوغل ذراع إيران نحو "الحجرية" عمق تعز تاريخاً ومقاومة.
إلا أن الأمر سرعان ما تم تداركه في أسابيع على يد قوات اللواء 35 مدرع وقائده الراحل / عدنان الحمادي بعد أن نجح في تجميع نواة اللواء، ليتم الدفع بها لتحرير منطقة نجد قسيم منتصف يناير من عام 2016م ثم المسراخ كاملة في مارس 2016م بالتزامن مع تحرير منفذ الدحي بمدينة تعز، وهو ما مثل أهم انتصار لتعز في هذه الحرب بفتح شريان متصل لها نحو عدن.
اليوم وعقب 6 سنوات على ذلك، يعود التهديد من جديد بقطع هذه الشريان من خلال هجوم الحوثي الأخير على الضباب أن يتكرر ما حدث بالأمس في نجد قسيم، وهو ما يطرح تساؤلاً كبيراً حول إمكانية تعز في مواجهة هذا السيناريو في ظل الاختلاف الكبير بين حال تعز 2015م وتعز 2022م.
ولعل أبرز مثال على هذا الاختلاف ما سبق هجوم الحوثي الأخير على الضباب بيوم واحد فقط، من حالة تضامن في تعز مع العقيد /عبدالحكيم الجبزي القائد السابق لعمليات اللواء 35 مدرع عقب أنباء عن طلب قيادة محور تعز الخاضعة لسيطرة الإخوان له بمغادرة منزله في ريف تعز.
مطالبة قيادة المحور للجبزي بالمغادرة جاء بعد يومين فقط من وصوله تعز لتشييع جثمان نجله أصيل بعد عام من تصفيته على يد مليشيات الإخوان في أغسطس عام 2021م ضمن هجوم شامل شنته ضد قوات وقادة اللواء 35 لاجتياح ريف تعز، وهو ما مثل ذروة مشهد العبث الذي عاشته تعز خلال السنوات الخمس الأخيرة على يد جماعة الإخوان.
عبث تجلى بحرف مسار المعركة من تحرير ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الحوثي إلى معركة للسيطرة على ما تحرر منها، وضرب القوة التي صنعت مشاهد الانتصارات عام 2015 -2016م وهي اللواء 35 مدرع وقادته الذين تحولوا إلى مطاردين كحال "الجبزي" بالإضافة إلى كتائب أبي العباس التي أجبرت على الخروج من تعز عام 2019م.
إفراغ تعز من قواها الحقيقية عسكرياً مع التجميد التام للجبهات أمام الحوثي منذ 2017م تقريباً، يثير القلق من إمكانية صمودها في وجه هجوم واسع قد تشنه مليشيات الحوثي على تعز خلال الفترة المقبلة لتحقيق مكاسب سياسية في ظل وجود معطيات وتقارير تتحدث عن تحشيد مستمر للمليشيات خلال أشهر الهدنة.
وما يضاعف من هذا القلق ما عملت عليه جماعة الإخوان خلال الفترة الماضية بتحويل تعز إلى منصة لمشاريعها العدائية ضد شركاء المعركة كالانتقالي وقوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي خلال الفترة الماضية، ما يعني أن تخوض تعز معركتها وحيدة دون سند عسكري أو سياسي.
واقع خطير يدفع بضرورة أحداث تغيير شامل في سلطة تعز المدنية والعسكرية لمعالجة أخطاء الفترة الماضية ويعيد تجميع قواها الحية نحو بوصلة واحدة وهي المعركة ضد الحوثي ويصحح علاقة تعز بشركاء هذه المعركة.