رائحة الخبز المنبعثة من منازل المخا.. قصة ارتباط قديمة بين الفقر وبيع الرغيف

المخا تهامة - Friday 30 September 2022 الساعة 07:54 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

نشأ عبدالله الموزعي في ظروف قاسية في مديرية المخا، منذ أن وطأت قدماه هذه المديرية قبل نحو عشرين عاما قادما من موزع، المديرية المجاورة لعاصمة القهوة.

رافق الفقر رحلة الموزعي المضنية، ولم يجد من الأعمال البسيطة التي كان يؤديها ما يخرجه من دائرته المحكمة، وفجأة تلقى في أحد الأيام نصيحة من أحد جيرانه يخبره فيها باللجوء لصناعة الخبز وبيعه في أسواق المخا.

قرر ذلك الرجل بمساعدة زوجته الولوج لتلك المهنة، عسى أن تساعده على تجاوز الظروف الصعبة لعائلته المكونة من ثلاثة أشخاص، وتحقق لها أدنى درجات الاكتفاء الذاتي في الحياة..

"إنه من الصعب شرح الظروف التي مرت بها عائلته"، يقول الموزعي لنيوزيمن متذكرا الطريق التي شقها لتحسين دخل عائلته، "لكن الخبز كان عاملا أساسيا في أن نعيش حياة الكفاف اليومي".

 كان بيع الخبز يوفر الحد الأدنى للحياة، لكن إيجار المنزل الذي يقطنه برغم ضآلة المبلغ، إلا أنه كان يرهق ميزانيته الشهرية المتواضعة، ويزيد من الأعباء المعيشية لعائلته.

وفي سبيل الخلاص من تلك المعضلة، قدم له أبناء المخا مبادرة تقضي ببناء منزل متواضع يستر بها نفسه من قيض الحر الساحلي، وهي من بين المبادرات نادرة الحدوث  يقدمها سكان هذه المدينة المطلة على البحر الأحمر.

أتاحت له الإقامة في منزله الجديد تعزيز قدراته على مواجهة الأعباء، واستغرق الأمر بضعة أشهر كي يسترد الموزعي حياته المغلفة بالحرمان، ولم يكن أمامه ورفيقة حياته سوى مواصلة العمل في بيع الخبز، وهي مهنة طالما ارتبطت بالأسرة الفقيرة.

وإضافة إلى ذلك قرر تربية الماشية لتكون مصدر دخل لأسرته إلى جانب بيع الخبز الذي دأب عليه بمساعدة زوجته منذ العقد الثاني من عمره.

ومن الأشياء المثيرة للإعجاب أن عددا من العائلات في مناطق الساحل الغربي كعائلة الموزعي تعتاش في حدود الكفاف من هذه المهنة، وتكسب رزقها البسيط من بيع فطائر الخبز البلدي.