ألغام الحوثي تسلب أمنيات الضحايا.. طفلا ذو باب يعجزان عن مغادرة مشهد الجريمة

المخا تهامة - Tuesday 20 December 2022 الساعة 03:54 pm
ذو باب، نيوزيمن، خاص:

يقضي حيدر إبراهيم ساعات على الخط الساحلي الرابط بين مديرية ذو باب ومدينة عدن، للبحث عمن يساعده على تجاوز الوضع المالي لأسرته، بعدما بتر لغم حوثي قدميه قبل أربع سنوات، وحوَّله إلى شخص عاجز عن الحركة.

كان إبراهيم يعمل راعيا لأغنامه التي تعتاش منها أسرته حينما قذف به انفجار عنيف مزق قدميه في منطقة سيمن بمديرية ذو باب، في حادثة دموية تعيد التذكير بحجم المأساة التي يدفع المدنيون الأبرياء أثمانها.

وبعينين ذابلتين، ونفس منكسرة، يعيد إبراهيم البالغ من العمر نحو 17 عاما، تفاصيل الحادثة الأليمة التي تعرض لها، وكيف أنها تسببت له بفقدان الأمل بالحياة، بعدما فقد الجزء الأسفل من أطرافه، مع خسارته كميات كبيرة من الدماء.

يحكي ذلك الشاب الذي أفقدته مليشيات الحوثي حقه بالحياة لتسرق مستقبله، كيف تم نقله إلى المستشفى الجراحي بالمخا، وهو فاقد للحركة وشبه ميت، قبل أن يحتوي الأطباء تداعيات ذلك، ليبقوه بنصف حياة.

ويعجز إبراهيم، مغادرة آلامه، ويتساءل كيف لي أن أتمكن من ذلك، وأنا لا أزال أحمل ندوب الجراح العميقة.

ورغم خطورة جلوسه بمنتصف الخط الإسفلتي، إذ من الممكن أن يتعرض لحادثة دهس تقضي على حياته، إلا أنه يفضل المكوث هناك، لإدرار شفقة العابرين الذين يجودون بإحسانهم عليه.

وبالقرب منه يقف سليمان عبدالعزيز، ذو الأحد عشر عاما وهو ضحية أخرى لألغام مليشيات الحوثي في مديرية ذو باب، التي أغرقتها الحركة التابعة لإيران بمفخخات الموت لا سيما منطقة العمري.

ويحاول سليمان الذي حصل على عكازين من المستشفى الجراحي الميداني التابع لمنظمة أطباء بلا حدود، السير بضعة أمتار بخطوات مثقلة بالآلام والمتاعب.

ومثل الكثير من ضحايا ألغام الحوثي التي لم تبتر أطرافهم فقط، وإنما أحلامهم بغد أفضل، يعيش هؤلاء وكأنهم مفصولون عن واقعهم، وسط حياة مرهقة بعدما سلبت ألغام الحوثي أمانيهم، وأحلامهم بمستقبل أفضل.