في المخا.. "الخوعة والبسباس" تباع بألحان الفنان فيصل علوي

المخا تهامة - Monday 26 December 2022 الساعة 07:46 am
المخا، نيوزيمن، إسماعيل القاضي:

مهما كانت بضائع البائعة المتجولين بسيطة، فهي تؤمّن دخلاً ثابتاً لإعالة العديد من الأسر الفقيرة والمحتاجة التي تكابد ظروف العيش الصعبة في ظل الحرب العبثية التي تشنها الميليشيات الحوثية -ذراع إيران في اليمن، منذ 8 سنوات.

أفكار عديدة، وطرق متنوعة، أكانت لكبار السن أو للذين لم يتسن لأعمارهم العمل في المهن الشاقة، فالكل هناك يبحث عن فرصة عمل تدر عليه بالأموال التي تؤمن حياة كريمة في أدنى مستوياتها.

الكثير من شوارع المدن المحررة في اليمن، تعج بالباعة المتجولين، وكل شخص يتفنن في عرض ما يبيعه للمواطنين والمارة.

هناك بائع السواك وبائع الرومي، والخبز، وبائع الآيسكريم، والخيار والبلس والخضار، والبرتقال، وغيرهم من المتجولين الذين تجدهم على طريقك في شوارع مدينة المخا والساحل الغربي، الذي يشهد استقرارا وانتعاشاً غير مسبوق، وموطناً لتسويق المنتجات والبضائع البسيطة التي تمثل مصدر دخل رئيس للكثير من الأسر.

بائع الخوعة 

"خوعة مع البسباس" هكذا يردد الموطن البسيط علي بن علي أحمد، أثناء تجوله في شوارع مدينة المخا ويشجي بصوته المارة من الناس، من أجل تسويق نبات يعرف محليا في الكثير من المحافظات اليمنية بـ"الخوعة".

ويجوب "علي" الأسواق والمحال التجارية والحارات والشوارع العامة والرئيسية في المخا، دون كلل أو ملل، ليبيع هذه النبتة في المدينة الأشهر تاريخاً وعراقة، والأكثر ازدهاراً بين المدن المحررة على الساحل الغربي.

ومنذ ثلاث سنوات وجد "علي" في أسواق المناطق المحررة بالساحل الغربي، سوقاً مزدهرة لنبات "الخوعة" التي تدخل في إعداد عدد من المأكولات الشعبية اليمنية.

أشهى المأكولات بالخوعة 

والخوعة، وهي نبتة عطرية لها رائحة مميزة، يضيفها المواطنون إلى وجبات الطعام التقليدية المعروفة في اليمن، خصوصا في طبق "السحاوق"، حيث تضاف إليه نبتة "الخوعة" للحصول على طعم لذيذ ورائع.

 والسحاوق، أيضا طبق شعبي، من مكونات بسيطة ومتوفرة في كل المنازل، ومكون من البسباس الحار والطماطم والجبن والثوم والكزبرة، وتضاف إليه نبات الخوعة، ويعصر جيداً لعدة دقائق ويكون جاهزا للأكل إلى جانب أطباق أخرى متنوعة من المائدة اليمنية.

وتنامى الطلب عليها في السنوات الأخيرة في المخا، بعد أن اقتصر بيعها في المناطق الباردة.

البيع بطريقة فيصل علوي

البائع "علي" البالغ من العمر خمسين عاماً، وضع بيده اليمني شوالة من الخوعة، وفي يده اليسرى وضع مجموعة من النباتات ذات الزهور الصفراء المدورة بأحجامها الصغيرة، فيما كانت تنبعث منها رائحة زكية، وردد على مجموعة من الناس أغنية بلحن الفنان الراحل فيصل علوي، "وامحبوب.. أسمع ما يقولوا الناس.. خوعة مع البسباس.. خوعة مع البسباس".

قال علي بن علي أحمد لـ"نيوزيمن"، إنه يقوم بعمله كبائع لهذه النبتة منذ ثلاث سنوات، وفي كل عام يزداد الطلب عليها بشكل متنام، حيث يوزع منها لمحال وبسطات الخضار، ويجول بما تبقى على المطاعم ومن يصادف في طريقه ويعرض عليه بضاعته.

يضيف، إن المردود المالي مهما يكون بسيطاً فهو يعيل، 9 بنات وطفلا وأمهم، وتقيه العوز والفاقة وعدم الاحتياج للناس، ولهذا السبب يقدم إلى المخا يوماً والى الخوخة يوماً آخر، وأحيانا إلى حيس، لبيعها بربح يومي يصل إلى 9000 آلاف ريال، وهو مبلغ يكفي لتأمين احتياجات أسرته من الغذاء.

ويجلب البائع الخوعة من أودية ومزارع منطقة وادي عرفان جنوبي حيس، بالتحديد من قريته "الملوى" التابعة لمديرية الخوخة جنوبيّ محافظة الحديدة.

حركة تجارية غير مسبوقة

وتشهد المخا، حاضرة الساحل الغربي، استقرارا غير مسبوق، في ظل ازدهار وتنمية وحركة نشطة في تعزيز البنية التحتية والخدمات الأساسية والتي أسهمت بشكل كبير في تنشيط الحركة التجارية.

ما تشهده المدينة، دفع بالكثير من المواطنين من أبناء المحافظات اليمنية الأخرى إلى التحرك صوب المخا والاستثمار فيها، ما أسهم بشكل كبير في تنامي المشاريع الكبيرة والصغيرة وعملية البيع والشراء وخلق فرصا عديدة للمواطنين وأرباب الأعمال.