إجراءات حوثية مضادة للقاحات.. فيروس الحصبة يفتك بأطفال حجة

الحوثي تحت المجهر - Saturday 04 March 2023 الساعة 08:35 am
حجة، نيوزيمن، خاص:

تشهد محافظة حجة، شمال غرب اليمن، تفشيا واسعا لفيروس "الحصبة، الحصبة الألمانية"، في ظل استمرار السلطات الصحية الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية، ذراع إيران في اليمن، منع إعطاء اللقاحات وإفشال حملات التطعيم الخاصة بمواجهة هذا المرض الذي يصيب الأطفال دون سن الخامس بشكل كبير ويؤدي إلى الوفاة ومضاعفات مرضية خطيرة.

عزلة حجر بمديرية المحابشة إحدى المناطق الريفية النائية التي يواجه أهلها انتشارا واسعا لمرض الحصبة، حيث سجلت فرق الترصد الوبائي خلال الأسابيع الماضية إصابة أكثر من  50 طفلا، في حين تم تسجيل 9 حالات وفاة من المصابين حتى اللحظة.

وبحسب السكان ومصادر طبية في حجة، فإن  فيروس الحصبة أو كما يعرف أيضا بـ"الحصبة الألمانية" تفشى بشكل كبير في عزل وقرى محافظة حجة، وأن عزلة حجر هي الأكثر التي سجلت حالات إصابة ووفيات.

وأضافت المصادر، إن عودة تفشي المرض الخطير بهذه الصورة ناتج عن عدم إعطاء الأطفال خلال السنوات الخمس الماضية أية لقاحات مضادة ضد الأمراض الخطيرة من بينها الحصبة وشلل الأطفال، موضحة أن الترويج الخاطئ الذي تقوم به الميليشيات الحوثية ضد اللقاحات دفع الأهالي إلى العزوف عن تطعيم أطفالهم وإعطائهم الجرعات اللازمة لمواجهة الأمراض والفيروسات الخطيرة.

وأشارت المصادر إلى أن السلطات الصحية في حجة، قامت بالنزول إلى العزلة وعمل تقرير طبي موسع حول الوضع الصحي هناك، وتم معاينة الكثير من حالات الإصابة بالحصبة الألمانية وتم التأكد من أن جميع الأطفال المصابين لم يتلقوا أية لقاحات ضد المرض منذ ولادتهم.

وأكدت السلطات الصحية في حجة أن عدد الحالات المصابة بفيروس الحصبة في تزايد، ليس فقط على مستوى عزلة حجر ومديرية المحابشة، موضحة أن وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء لا تحرك ساكناً من أجل مواجهة تفشي وباء الحصبة وتحاول التعتيم والتكتم على تدهور الوضع الصحي، خصوصا بعد فضح ادعاءات وكذب الميليشيات الحوثية بخصوص اللقاحات وخطورتها.

وكانت تقارير صحية صادرة عن وزارة الصحة الحوثية اعترفت في ديسمبر الماضي بتسجيل 18 ألفاً و597 حالة إصابة بمرض الحصبة خلال العام 2022، توفي منها 131 حالة. وأكدت مصادر صحية حينها أن سبب ارتفاع الإصابات بهذا المرض وعودة تفشيه بقوة يعود إلى منع أخذ اللقاحات من قبل الحوثيين وإفشال حملات التطعيم وصولاً إلى رفض اللقاحات المقدمة من منظمتي اليونيسيف والصحة العالمية بدعوى أنها تضر الأطفال وقادمة من أمريكا وإسرائيل، وغيرها من الأكاذيب والتي تروج لها الميليشيات لمنع إعطاء الأطفال اللقاحات. 

ووصل الأمر بمليشيا الحوثي وعبر وزارة الصحة الواقعة تحت سيطرتها إلى تنظيم ندوة كرست للتصدي ومحاربة لقاحات الأطفال التي تعطى للأطفال من أجل مجابهة انتشار أمراض الحصبة وشلل الأطفال والدفتيريا وغيرها والملاريا وغيرها من اللقاحات التي تعطى مجاناً للأطفال اليمنيين.

وركزت الندوة الحوثية على تقديم مغالطات بعيدة عن العلم بشأن اللقاحات وذلك لتبرير عمليات المنع وإفشال الحملات الصحية التي تنظمها المنظمات الدولية في سبيل مجابهة هذه الأمراض الخطيرة في مناطق سيطرة الميليشيات الإرهابية.

والحصبة هي عدوى تصيب الأطفال بسبب أحد الفيروسات. ومن أهم أعراضها الحمى الشديدة وتكون مصحوبة بزكام “سيلان الأنف” وسعال واحمرار في العينين، وكذلك بقع صغيرة بيضاء داخل الخدين، قبل أن يصاب المريض بطفح جلدي يظهر على وجهه وأعلى العنق، وبعدها بأيام قليلة ينتقل الطفح إلى باقي أجزاء الجسم. كما أن فيروس الحصبة يعمل على إضعاف نظام المناعة ويجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بأمراض معدية أخرى، من قبيل الالتهاب الرئوي والإسهال، بما في ذلك خلال الأربعة الأشهر الأولى التي تلي التعافي من الحصبة.

نحو 10% من حالات تفاقم حالات الإصابة بالحصبة تؤدي إلى الوفاة، بسبب ارتفاع معدلات سوء التغذية ونقص فرص الحصول على الرعاية الصحية، أما بالنسبة للنساء اللاتي يُصبن بفيروس الحصبة أثناء الحمل، فخطر الإصابة يكمن في تعرضهن للإجهاض أو الولادة المبكرة، إلى جانب احتمال تعرض الطفل لمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية، والتي تجعل الطفل يعاني من ضعف في السمع والبصر وعيوب في القلب وغيرها من حالات الإعاقة التي تلازمه طوال حياته، وداء السكري واعتلالات في الغدة الدرقية.

والفرق بين الحصبة الألمانية والعادية هي أن الحصبة العادية معدية بشكل أكبر من الحصبة الألمانية، حيث تستمر أعراض الحصبة الألمانية خمسة أيام، أما أعراض العادية فتستمر عشرة أيام، كما أن الطفح الجلدي في الحصبة الألمانية يظهر على شكل نقاط حمراء تختفي بسرعة، أما طفح الحصبة العادية فيكون على شكل بقع ونقاط حمراء.