واشنطن تجهض "صفقة جانبية" لا توقف حرب اليمن

السياسية - Thursday 20 April 2023 الساعة 08:58 pm
عدن، نيوزيمن:

ألقت الولايات المتحدة بثقلها الدبلوماسي بالملف اليمني الذي يشهد تطورات بارزة أهمها مفاوضات الغرف المغلقة بين السعودية، ومليشيا الحوثي–الذراع الإيرانية في اليمن- وزيارة وفد سعودي برئاسة محمد آل جابر، إلى صنعاء وعقد سلسلة لقاءات مع قادة الحوثيين.

وتشير تقارير ووثائق استخباراتية أمريكية إلى أن واشنطن دخلت على خط المفاوضات السعودية الحوثية، التي تبعت الاتفاق المفاجئ بين الخصمين الإقليميين (السعودية وإيران) في مسعى لكبح صفقة جانبية لا تفضي إلى وقف الحرب وتحقيق سلام مستدام في اليمن. 

والثلاثاء قالت صحيفة "ذا انترسبت" الأميركية، إنه في أعقاب الاتفاق المدعوم من الصين، "كان السعوديون على استعداد إلى حد كبير، للتخلي عن وكلائهم (الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا) من أجل إنهاء الحرب المستنزفة في اليمن".

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة شعرت بالقلق وسارعت إلى إرسال الدبلوماسيين إلى المنطقة للضغط على أمل تقويض الصفقة قيد الإعداد.

وقالت: إن تيم ليندركينغ، المبعوث الأميركي إلى اليمن هرع إلى الرياض في 11 نيسان/أبريل، مع انتشار أنباء عن اتفاق سلام، لتذكير القادة السعوديين برغبة الولايات المتحدة في الاستمرار في دعم وكلائهم في الحرب.

وأضافت إنه قبل الانفراج السريع الذي توسطت فيه الصين وإيران في محادثات وقف إطلاق النار، أفادت المخابرات الأمريكية أن المملكة العربية السعودية والحوثيين يستعدون لسياسة حافة الهاوية.

وطبقا للصحيفة، ورد أن السعوديين وافقوا على تنازلات أكثر أهمية مما كان معروضًا في منتصف فبراير، مما يدل على أن مسارًا مباشرًا أكثر للسلام كان متاحًا بالنظر إلى المناورة الدبلوماسية الحقيقية، وإذا نجحت محاولة وقف إطلاق النار، فإنها ستضع حداً لحرب طاحنة أوصلت اليمن إلى شفا المجاعة.

وفي إيجاز صحفي في أكتوبر/ تشرين الأول، شجب تيم ليندركينغ، المبعوث الأمريكي إلى اليمن، ما وصفها بـ"المطالب المتطرفة للحوثيين، وإصرارهم على دفع الرواتب أولاً لأفراد الجيش والأمن التابعين للحوثيين". وقال إنها كانت "عتبة كان من الصعب جدًا على الجانب الآخر التفكير فيها وكانت غير معقولة تمامًا".

ومع ذلك، هذا هو بالضبط ما اتفقت عليه الأطراف منذ ذلك الحين، بعد المصالحة الصينية، حيث لم يكن الأمر ناجما عن كون الصفقة مستحيلة، وإنما لأن الولايات المتحدة لم تكن تريد ذلك.

واشنطن تعيد تنشيط تحالفها مع الرياض 

واستشعرت الولايات المتحدة خطر تراجع نفوذها في منطقة الخليج عقب توجه السعودية نحو تنويع شركائها الاستراتيجيين وعلى رأسهم الصين، ما دفع واشنطن لإعادة تنشيط تحالفها مع الرياض.

وعليه، كثف المسؤولون الأمريكيون خلال الأيام الأخيرة زياراتهم واتصالاتهم بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لبحث ملفات إيران وحرب اليمن.

والواضح أن واشنطن لا تريد أن يفلت الملف اليمني من بين أيديها لصالح الصين، بعد نجاح الأخيرة في رعاية اتفاق بين الرياض وطهران.

في 13 و14 أبريل/نيسان الجاري، زار منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك، والمنسق الرئاسي الخاص للبنية التحتية وأمن الطاقة آموس هوكستين، السعودية، وانضم إليهما المبعوث الخاص لليمن تيم ليندركينغ.

وبحث الوفد الأمريكي مع ولي العهد السعودي "عدة موضوعات من بينها إيران والخطوات الرامية لإنهاء الحرب في اليمن".

وفي 12 أبريل، استقبل ولي العهد السعودي مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، أي قبل يوم من وصول الوفد الأمريكي للبلاد، واستعرض المسؤولان "الجهود الدبلوماسية لإنهاء حرب في اليمن"، وفق موقع البيت الأبيض.

ولم يتوقف الأمر عند المسؤولين الأمريكيين، بل إن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، التقى قبلها بيوم واحد، ولي العهد السعودي، في جدة، لبحث العلاقات بين البلدين.

والملفت أن غراهام، الذي كانت له مواقف متشددة من السعودية، وصف لقاءه مع ولي العهد السعودي، بأنه كان "بناء ودافئا".

السعودية تأمل تحقيق حل شامل ومُستدام 

والثلاثاء أعربت السعودية، عن أملها بأن تُكلّل الاتصالات القائمة مع كافة الأطراف اليمنية بما يؤدي إلى تحقيق حل شامل ومُستدام لأزمة اليمن.

وذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان أن "الفريق السعودي للتواصل مع الأطراف اليمنية برئاسة سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر، عقد لقاءً مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني".

وأضافت إن "آل جابر نقل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني تحيات القيادة الرشيدة (في المملكة) وتمنياتها بأن تُكلّل الاتصالات القائمة مع كافة الأطراف اليمنية بإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق حل شامل ومُستدام في اليمن".

ولفت البيان إلى أنه "تم خلال اللقاء، اطلاع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي على نتائج اللقاءات في صنعاء (للوفد السعودي) في الفترة ما بين 8 إلى 13 أبريل (نيسان) الجاري، بمشاركة وفد من سلطنة عمان وما رافقها من أجواء إيجابية".

وفي خضم المفاوضات السعودية الحوثية، برزت مخاوف اليمنيين بأن السلام سيستلزم أكثر من اتفاق سعودي أحادي مع الحوثي يخاطر بمنح الجماعة المدعومة إيرانياً حافزًا ضئيلاً للتخلي عن هدفها الاستراتيجي الطويل الأمد المتمثل بالسيطرة الكاملة على البلاد.