مسيرات وعبوات ناسفة.. تنسيق إرهابي بين الحوثي والقاعدة لضرب شبوة

السياسية - Saturday 22 April 2023 الساعة 08:49 pm
شبوة، نيوزيمن، خاص:

صعدت ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، من هجماتها ضد المناطق المحررة في محافظة شبوة، تزامناً مع محاولة تنظيم القاعدة الإرهابي شن عملية إرهابية داخل مدينة عتق، مركز المحافظة، جنوب شرق البلاد.

ونجح خبراء متفجرات في قوات دفاع شبوة، من إبطال مفعول عبوة ناسفة شديدة الانفجار تم زرعها على جانب طريق يؤدي إلى موقع اللواء الثاني دفاع شبوة في مدينة عتق.

وبحسب المصادر الأمنية لـ"نيوزيمن": أن عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة، قامت بزرع عبوة ناسفة صنع محلي، على جانب أحد الطرقات الرئيسية في عتق، بهدف استهداف قوات دفاع شبوة التي تتولى تأمين مركز المحافظة.

وأشارت المصادر أن الفرق الهندسية التابعة لقوات دفاع شبوة، تمكنت من انتشال وتفكيك العبوة المتفجرة، بعد تأمين الشارع العام حفاظاً على أرواح المدنيين. في  حين بدأت القوات تحقيقاتها من أجل متابعة الخلية الإرهابية التي قامت بزرع تلك العبوة على الطريق المؤدي إلى مقر قوات اللواء الثاني دفاع شبوة.

وتزامن إفشال المخطط الإرهابي لتنظيم القاعدة، مع شن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، هجمات بطائرات مسيرة على مواقع دفاع شبوة في عين ومرخة العلياء.

وأكد المركز الإعلامي لقوات دفاع شبوة، تعرض القوات المتمركزة في جبهة مرخة العلياء المحاذية لمحافظة البيضاء، لهجوم بطائرة مسيرة حوثية. موضحا أن هجوماً بطائرة مسيرة، استهدف أحد المواقع العسكرية في الجبهة نتج عنها أضرار في آلية تابعة للواء الثاني دفاع شبوة دون وقوع خسائر بشرية. كما تمكنت الدفاعات الجوية لقوات دفاع شبوة، من إسقاط طائرة مسيرة حوثية في سماء مديرية عين قبل وصولها إلى هدفها.

تعاون علني 

تزامن هجمات المسيرات الحوثية من الجو، وعبوات تنظيم القاعدة على الأرض، يكشف حقيقة التنسيق الإرهابي بين الطرفين في ضرب أمن واستقرار محافظة شبوة.

وخلال الفترة الماضية برز التعاون الخفي بين الطرفين للعلن في المحافظة، أصبح جلياً خصوصا عقب إطلاق القوات الجنوبية بدعم من التحالف العربي، عملية "سهام الجنوب" لدحر الإرهاب من شبوة.

وأوضح خبراء عسكريون: بعد تلقي ميليشيات الحوثي ضربة قوية بدحرها من مديريات بيحان قبل سنوات على يد قوات ألوية العمالقة الجنوبية. لجأت هذه الميليشيات إلى استغلال تنظيم القاعدة ودعمه من أجل إثارة الفوضى وإفشال أية جهود لإعادة الأمن والاستقرار للمحافظة.

وأوضح الخبراء أن مؤشرات كثيرة تؤكد على علاقة الترابط بين التنظيمين الإرهابيين. ووفقاً للمعلومات الأمنية أن العبوات الناسفة التي يتم زرعها من قبل تنظيم القاعدة لاستهداف المدنيين وقوات دفاع شبوة، هي عبوات متفجرة مموهة صنع محلي تتطابق بشكل كامل مع العبوات المموهة التي تصنعها ميليشيا الحوثي لضرب قوات الجيش في جبهات القتال.

وكان تقرير نشرته قناة "سي بي إس" نيوز الأمريكية، كشف عن كيفية استغلال تنظيم القاعدة للتخطيط وتنفيذ هجمات داخل مناطق الحكومة، وإيجاد محط قدم لها عبر التنسيق مع ميليشيات الحوثي التي ترى أنّ تواجد القاعدة مهم لها لإضعاف الحكومة الشرعية، خاصة أنّ ميليشيات الحوثي تسعى لإحلال الفوضى في البلاد.

وبحسب التقرير: فإنّ الفوضى التي يتسبب بها الحوثيون، تركت مساحة لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية ليزدهر، رغم تعرّض هذا التنظيم لضربات قاصمة خلال الأعوام الماضية.

استغلال حوثي للقاعدة

واستنسخت ميليشيات الحوثي تكتيكات إيران في استخدام تنظيم "القاعدة" كورقة ضد الخصوم، ليصل الأمر إلى قيام الحوثيين بإنقاذ التنظيم الإرهابي من سقوط وشيك في اليمن، ومدّه بالدعم لتعزيز بنيته وتواجده بمعاقله، خصوصا في محافظة البيضاء التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية.

ونقلت مصادر أمنية في صنعاء، أنّ ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً قامت بإنشاء مركز عمليات للتنسيق مع التنظيم الإرهابي. ويتلقى المركز دعما غير محدود من قبل قيادات الميليشيات الحوثية العليا وتحديدا في جهاز الأمن الوقائي الحوثي الذي يديره زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي. 

وعمل المركز بحسب المصادر على  تنظيم العلاقة بين الطرفين، وتسهيل إطلاق سراح قيادات وعناصر القاعدة المتواجدة في السجون الحكومية بمناطق سيطرة الحوثيين في صفقات وهمية، إلى جانب تقديم الدعم لتنظيم القاعدة في حربه ضد داعش، وتأمين عدد من المناطق الرئيسية في محافظات خاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية لتكون معاقل رئيسية للقاعدة.