وحدة الجنوب.. معركة الانتقالي في وجه الحوثي وتسويات السلام المشبوه

السياسية - Monday 01 May 2023 الساعة 11:05 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

في اجتماعها، الأحد، ناقشت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي التحضيرات الجارية لانعقاد اللقاء التشاوري للمكونات السياسية الجنوبية المُزمع انطلاقه الخميس القادم 4 مايو، في خطوة سياسية يعول عليها المجلس لمواجهة تحديات المرحلة القادمة.

اللقاء الذي من المتوقع أن يحضره عدد من المكونات السياسية الجنوبية، وممثلون عن جميع محافظات الجنوب والشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني، يتمثل الهدف الرئيس في انعقاده بمناقشة وصياغة "الميثاق الوطني الجنوبي".

وسيعمل هذا الميثاق على "توحيد كافة المكونات في إطار المجلس الانتقالي الجنوبي، ومن أجل تحقيق الاستقلال الثاني وقيام دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة"، كما يقول رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي اللواء أحمد بن بريك الذي يؤكد أن اللقاء "يمثل نقطة فارقة لتلاحم الجنوبيين ووحدتهم".

سعي المجلس الانتقالي نحو هدف "وحدة الجنوب" سياسياً تحت مشروع استعادة الدولة الجنوبية، يمثل معركة شرسة ومفتوحة للمجلس في وجه مشاريع ومخططات تقودها قوى محلية وإقليمية وترى في تحقيق هذا الهدف خطراً حقيقياً يخرج الجنوب من قبضتها أو من نفوذها.

وعلى رأس هذه القوى، تأتي جماعة الحوثي التي طُردت عسكرياً من جغرافيا الجنوب في العام الأول من الحرب التي اندلعت في مارس عام 2015م، على يد المقاومة الجنوبية، كنتاج طبيعي لافتقار الجماعة المدعومة من إيران للحاضنة الشعبية في مناطق الجنوب، وهو ما يجعل من أمر عودتها مرة أخرى مهمة صعبة ومكلفة عسكرياً إن لم تكن مستحيلة. 

هذا الأمر يجعل من الخيار المتاح أمام ذراع إيران تجاه الجنوب، هو محاولة إثارة الصراعات وإذكاء نزعة المناطقية بين أبنائه، وهو ما تجسد في خطوتها الاستعراضية الأخيرة بالإفراج عن اللواء الأسير فيصل رجب المنتمي لمحافظة أبين، بعد تعمدها رفض الإفراج عنه ضمن صفقة التبادل التي جرت منتصف الشهر الماضي.

وعلى عكس المتوقع، سرعت هذه المحاولة الحوثية من جهود المجلس الانتقالي في احتواء المزيد من القيادات البارزة من داخل محافظة أبين، وجاء الرد في استقبال رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، يوم الجمعة، لعدد من وجهاء وقيادات المحافظة على رأسهم اللواء علي محمد القفيش عضو مجلس الشورى، والعميد لؤي الزامكي قائد اللواء الثالث حماية رئاسية.

حيث يعد الزامكي أحد أبرز القيادات العسكرية من أبناء أبين في صفوف قوات "الشرعية" التي كانت خاضعة لسيطرة الإخوان وخاضت مواجهات عنيفة لأكثر من عام ضد قوات المجلس الانتقالي في أبين، إلى جانب قيادات عسكرية أخرى منها العميد سيف القفيش قائد اللواء 115 مشاة، وهو نجل اللواء علي محمد القفيش.

هذا اللقاء جاء في سياق لقاءات وتحركات وجهود مستمرة يقودها الانتقالي منذ نحو عام، عقب التطور الهام الذي شهده المشهد السياسي في اليمن بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أبريل من العام الماضي، وتحول المجلس الانتقالي من موقع المعارضة إلى موقع القرار، دفع بالانتقالي إلى فتح قنوات تواصل وحوار مع أكبر قدر من الشخصيات والمكونات الجنوبية، وصولاً إلى عقد حوار جنوبي موسع يتمثل باللقاء التشاوري المزمع عقده الخميس القادم.

الحوار الجنوبي الذي يسعى إليه الانتقالي، يأتي في ظل المتغيرات الأخيرة والمساعي الدولية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن عبر تسوية سياسية بين جماعة الحوثي وخصومها المنضوين في إطار مجلس القيادة الرئاسي، وعلى رأسهم الانتقالي الذي تحذر قياداته باستمرار برفض أي تسوية سياسية مع الحوثي تتجاوز المطالب الجنوبية.

كما تبدي بعض قيادات الانتقالي ومعها قطاع واسع من الجنوبيين رفضهم الواضح لتقديم تنازلات يرونها "ظالمة" في سبيل الوصول إلى هذه التسوية، كمسألة دفع الرواتب في مناطق سيطرة الحوثي من عائدات تصدير النفط بالمناطق المحررة، والذي يُنتج غالبيته من محافظتي حضرموت وشبوة الجنوبيتين.

المخاوف والاعتراضات الجنوبية على تفاصيل التسوية السياسية المصحوبة بضغوط من القوى الدولية والإقليمية، تدفع إلى ضرورة العمل على توحيد الموقف السياسي الجنوبي وتعزيز موقف المجلس الانتقالي التفاوضي كممثل عن الجنوب وقضيته، وهو ما يسعى إليه المجلس بشكل واضح من خطوته بالدعوة إلى حوار جنوبي واسع.