الحوار الوطني الجنوبي.. حدث تاريخي مهم تشهده غداً العاصمة عدن

السياسية - Wednesday 03 May 2023 الساعة 05:05 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

تحتضن العاصمة عدن، الخميس، حدثاً تاريخياً مهماً انتظره الجنوبيون سنوات طويلة من أجل جمع كلمتهم وتوحيد أهدافهم وتوجهاتهم بشأن استعادة دولتهم على حدود ما قبل اتحادها مع الجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990م.

هذا الحدث هو "الحوار الوطني الجنوبي"، الذي سعى المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل حثيث لانعقاده عبر سلسلة لقاءات ومشاورات جمعته بمختلف أطياف ومكونات المجتمع الجنوبي السياسية والاجتماعية والعسكرية.

وفي 27 أغسطس 2022، أصدر اللواء عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قراراً بشأن تشكيل فريقي الحوار الوطني الجنوبي في الداخل برئاسة د. صالح محسن الحاج، والخارج برئاسة أحمد عمر بن فريد، على أن يكلّف الفريقان بإجراء مشاورات وحوارات مع النخب والشخصيات والمكونات الجنوبية.

ويصادف انعقاد هذا الحدث، غداً الخميس، الذكرى السادسة لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي بات المكون الأبرز على الساحة الجنوبية ويحظى بقاعدة شعبية عريضة وقوة عسكرية ضاربة ومشارك فاعل في مجلس القيادة الرئاسي وحكومة المناصفة.

وخلال اليومين الماضيين توافد إلى عدن ممثلون عن مختلف المكونات الجنوبية في مختلف المحافظات للمشاركة في هذا الحدث والتأكيد على تلاحم وتماسك القوى الجنوبية حتى وإن اختلفت توجهاتهم.

وأجمع سياسيون ومسؤولون جنوبيون على أهمية انعقاد هذا الحوار وأهمية انخراط الجميع فيه، يقول وزير الأوقاف والإرشاد السابق، القاضي الدكتور أحمد عطية، "إن الدعوة لحوار جنوبي - جنوبي فكرة محترمة جداً ويجب دعمها والإشادة بها والانخراط في هذا الحوار من الجميع".

فيما قالت السياسية الجنوبية سمر ناصر اليافعي إن الحوار الوطني الجنوبي يعتبر خطوة مهمة للتفاهم الشامل والوحدة بين الجنوبيين، مشيرة إلى ضرورة الترحيب بهذا الحدث والبناء عليه خاصة في ظل الصراع الحالي.

وأضافت، في تدوينة على حسابها في تويتر، "إنها بداية جيدة وستكون أفضل بمرور الوقت.. وبرأيي، حان الوقت للتخلص من المظالم القديمة حتى نصل جميعًا إلى مكان أفضل من اجل أولئك الذين ضحوا بأرواحهم في الدفاع عن الأرض في الحرب الأخيرة والسابقة". 

من جانبه أكد عضو رئاسة التحالف الموحد لأبناء شبوة، والقيادي بالمقاومة الجنوبية، الشيخ سالم أبوزيد الخليفي، على ضرورة مشاركة كافة الأطياف والمكونات الجنوبية في هذا الحوار، وقال "اليوم من له مطالب لتياره السياسي أو لمحافظته يتفضل ويطلبها بدق الطاولة في عاصمة الجنوب العربي عدن في مشاورات وحوار وطني جنوبي جنوبي".

وأضاف "نحن شركاء وليس أتباعاً، فمن يراوغ أو يقاطع الحوار الوطني الجنوبي سيصبح خارج الإجماع الوطني الجنوبي".

أما الناشط السياسي رمزي الشعيبي، فأكد أن الحوار يمثل قيمة حضارية سامية ومظهرا من مظاهر الرقي الإنساني، وهو الهدف الذي ينتظره ويجمع عليه شعبنا في الجنوب من أقصاه إلى أقصاه، لافتاً إلى أن أعداء الجنوب ظلوا يراهنون على عدم تحقيقه، وقد خاب من حمل ظلما.

فيما يرى الصحفي فتاح المحرمي، أن هذا الحدث سيكون محطة هامة لتعزيز وحدة الصف الجنوبي، للتوافق على عدد من القضايا وأبرزها ميثاق شرف يحافظ على مسار الثورة الجنوبية ويوصلها للتحرير الناجز وبناء الدولة الفيدرالية العادلة، لافتاً إلى أن هذا الحدث يحتل أهمية كبرى من حيث كونه سيجمع معظم الطيف الجنوبي، ولا يغلق الباب أمام من تعذر أو اعتذر، وذلك للسير نحو جمع كلمة الجنوبيين ودخولهم عملية السلام الشاملة وهم أكثر قوة وصلابة، ما يمكنهم من فرض الحل العادل لثورتهم التحررية.

بدوره أكد المحلل السياسي والعسكري، ثابت حسين صالح أن كل المؤشرات تؤكد أن اللقاء التشاوري للحوار الوطني الجنوبي سينعقد في عدن إن شاء الله بحضور وتوافق جنوبي لم يسبق له مثيل، لافتاً إلى أن الإجماع 100%، لم يتحقق حتى في عهد الأنبياء والرسل.

وأضاف "أما ذرائع القلة القليلة التي رفعت شعار "هذا الحوار لا يعنينا" فتعيد إلى أذهاننا نفس موقف الذين قالوا عن حرب الدفاع عن الجنوب إبان غزو الحوثيين عام 2015م".

الناشط السياسي محمد الثباتي، يرى أيضاً أن الحوار الوطني الجنوبي عنوان لقطف ثمرة النجاح وتحقيق الهدف المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية، مشيراً إلى أن الجنوب اليوم يمر بمرحلة سياسية حاسمة تأتي بعد طول انتظار ونضال منذ 1994م وحتى يومنا حيث أصبح الشعب على بعد خطة لتحقيق الحلم الجنوبي.