استهداف طريق الكدحة.. خنق للإنسان وتعزيز للمعاناة

المخا تهامة - Thursday 11 May 2023 الساعة 06:20 pm
المخا، نيوزيمن، فتح العيسائي:

في حين أولت دولة الإمارات العربية المتحدة اهتمامها بالملف الإنساني في تعز، ومولت مشروع شق طريق الكدحة – البيرين للتخفيف من معاناة سكان المدينة المحاصرة منذ تسعة أعوام، توجهت مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، لاستهداف العاملين على المشروع بهدف وقفه ومحاولة تعطيل مساعي إتمامه.

الضربات الحوثية المباشرة التي استهدفت مشروع شق خط الكدحة الحيوي الذي يربط مدينة تعز بمديريات الساحل الغربي، والذي دشنه رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، سقط على إثرها جرحى من العاملين في المشروع، إضافة لإعطاب آليات يتبعن الشركة المنفذة.

استهداف مباشر

تعتبر الكدحة في مديرية مقبنة غربي محافظة تعز، من المناطق المحررة، التي شهدت حالة من الاستقرار الأمني، غير أن مليشيا الحوثيين كثفت هجماتها ضد المنطقة، واستهدفت مؤخرًا الشركة القائمة على تنفيذ مشروع الطريق بهدف تعطيله وإخراجه عن الخدمة.

وفي هذا السياق، يقول نائب مدير مشروع طريق الكدحة في شركة الفيصل، ومهندس المشروع معاذ الصوفي، إن "جماعة الحوثيين تستهدف منطقة الكدحة منذ أكثر من شهر".

وأضاف الصوفي في حديثه لـ"نيوزيمن": "الاستهدافات التي طالت منطقة الكدحة خلال الأشهر الماضية، مثل تكرار القصف في شهر رمضان وأثناء عملنا على المشروع كانت ربما لعوامل سياسية وتستهدف شخصيات معينة، وتكررت من وقت لآخر".

وذكر أن "الضربات التي نفذتها الجماعة، الخميس الماضي، كانت تستهدف بشكل مباشر مواقع العمال والفرق الهندسية والمعدات، وتسبب بإعطاب آليات تابعة للشركة بالإضافة لإصابة بعض العاملين".

وفي إطار حديثه، أوضح الصوفي، أن "البيان الذي صدر عن شركة الفيصل يوم الاثنين، وتداولته بعض وسائل الإعلام باعتباره إعلاناً من الشركة بتوقف العمل في المشروع، تعرض لبعض التحريف".

وتابع: "شركة الفيصل لم تتوقف عن العمل ولن تتوقف، بل طالبت بتوفير الحماية للعاملين في المشروع، وضمان سلامة معداتها المعرضة للخطر بسبب استهدافها من قبل جماعة الحوثيين".

وقال: "لم نتوقف عن العمل سوى لساعتين أثناء حدوث القصف، وذلك بغرض احتواء الوضع الأمني وإسعاف أربعة أشخاص من المصابين، وسحب المعدات المتضررة إلى الورشة المكنيكية، ثم عاودنا العمل بموجب مذكرة رسمية من الشركة في عدن".

وأردف: "الحادثة أثارت حالة من الهلع حينها، ولكن هناك إصرار كبير من إدارة الشركة ومن قبل المدير العام صامد عياش، وحرص شديد لزيادة وتيرة العمل، وعدم التوقف".

وذكر أنه "إلى جانب المخاطر الأمنية، اجتمعت إدارة مشروع طريق الكدحة مع الإدارة العامة للشركة، وقررت طلب حماية الفرق الفنية والمعدات حماية كاملة، من أجل زيادة وتيرة العمل، وتجنب المخاطر الأمنية التي قد تحدث مستقبلاً".

وأكد: "لن تتوقف شركة الفيصل حتى إتمام عملها في هذا المشروع بشكله النهائي، وسنواصل العمل تحت أي ظرف كان، ومهما حدث".

وكانت شركة الفيصل القائمة على تنفيذ مشروع طريق الكدحة الرابط بين مدينة تعز والمخا، قد حذرت، في بيان لها، الاثنين الماضي، من توقف العمل نتيجة استمرار الهجمات الحوثية التي استهدفت فرقها الميدانية.

جريمة حرب

وفي حين ترزح مدينة تعز وسكانها تحت حصار مليشيا الحوثي منذ تسعة أعوام، اعتبر مراقبون الاستهداف الذي تعرضت له الفرق الهندسية والعمال والمعدات التابعة لمشروع طريق الكدحة، جريمة حرب تأتي ضمن مسلسل الانتهاكات الحوثية التي تطال محافظة تعز منذ بداية الحرب.

وفي هذا السياق، يقول الصحفي محمد المياس: "الحوثيون يتعمدون إطالة معاناة الأهالي في مدينة تعز، في حين يسعون لتوظيف كل أوراقهم بما في ذلك الملف الإنساني لصالح حربهم".

وأضاف المياس في حديثه لـ"نيوزيمن": "ترفض جماعة الحوثي إحلال السلام في تعز، ودائما ما تتنصل من الاتفاقيات التي تلزمها بفتح المنافذ ورفع الحصار عن المدينة التي يقطن فيها قرابة خمسة ملايين إنسان".

وأشار الى أن "الاستهداف الذي تعرضت له طريق الكدحة مؤخرًا، يجب أن يحاكم باعتباره جريمة حرب تعزز من معاناة الإنسان، ولا يهدف لشيء أكثر من كونه محاولة لإطالة الحصار ضمن مساعي الجماعة لخنق المدينة وإذلالها".

وتابع: "يمثل اليوم خط الكدحة – البيرين متنفسًا حيوياً لسكان تعز، ويعتبر ضرورة إنسانية لا يقبل التوظيف السياسي بأي شكل من الأشكال، وأي محاولة لتعطيله، يجب أن تعتبر استهدافا صريحا لحقوق الإنسان".