العليمي في خطاب تاريخي يعترف بحق الجنوبيين ويشدد على واحدية المعركة الوطنية

السياسية - Monday 22 May 2023 الساعة 06:18 pm
عدن، نيوزيمن:

اعترف رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، بحق الجنوبيين في الالتفاف حول قضيتهم العادلة، مشدداً في الوقت نفسه على واحدية المعركة الوطنية لاستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن.

العليمي في خطاب وصف بـ"التاريخي" بمناسبة ذكرى 22 مايو، قال "لقد كان اخواننا الجنوبيون سباقين الى الوحدة، تنشئة، وفكراً، ونضالاً، وظلوا مخلصين لها، ولا يمكن ان يكونوا مخطئين في ذلك، وهم اليوم محقون في الالتفاف حول قضيتهم العادلة بعدما انحرف مسار المشروع الوحدوي، وافرغ من مضمونه، وقيمته التشاركية بعد حرب صيف 1994".

وأضاف "إن يوم الثاني والعشرين من مايو، كان وسيظل يوم عيد من اجل اولئك الحالمين المخلصين في الجنوب والشمال، ومن اجل قيمة الوحدة التي نحتاجها في كل التفاصيل كما تجلت بحوارات ونقاشات الشركاء الجنوبيين مؤخرا، وفي عملنا الجماعي لمواجهة خطر المليشيات الحوثية الذي يتربص بنا على الابواب استعداداً لاجتياح المحافظات الجنوبية، والمحررة"، مؤكداً أن شعار "الوحدة أو الموت" الذي وصفه بالزائف ترفعه المليشيات لتبرير اعتداءاتها، مثلما كانت ولا تزال ترفع شعار "مقاومة العدوان" للتغطية على حربها ضد الشعب اليمني، وتدمير مقدراته، ومواصلة انتهاكاتها الفظيعة لحقوق الانسان، والتربح من اقتصاد الحرب، والمتاجرة بمعاناة الناس، بينما تستعين بالحرس الثوري الإيراني، ومليشيات حزب الله الذين امعنوا في تدمير بلدنا وجعلوا منه أسوأ ازمة إنسانية في العالم منذ تخادمهم معاً بالانقلاب على التوافق الوطني في سبتمبر 2014، واستمرارهم برفض أي فرصة للسلام، والوفاق، والتعايش بين اليمنيين.

كما أكد العليمي أن الاحتفال بيوم الوحدة، ليس نزوعاً للمكايدة السياسية، او الاقصاء، وانما التزاماً بقوة الدستور، والمركز القانوني الشرعي للدولة المعترف بها اقليمياً، ودولياً، ومرجعيات المرحلة الانتقالية، وبالاهداف السامية التي صاغها اليمنيون في الجنوب والشمال قبل ستة عقود، لافتاً إلى أنه حينما تخرج السياسات عن الاهداف وتتغير القناعات وتتضخم الالتزامات، والمظالم فإن من الواجب الاستجابة لتلك المتغيرات، وخدمة الناس وتحقيق تطلعاتهم كعمل جماعي يعترف بالاخر، وحقه في المشاركة والاختلاف، ويلتزم بتصحيح المسار، وفقاً للإرادة الشعبية الحرة.

واستطرد "الى جانب معركتنا المركزية المتمثلة باستعادة مؤسسات الدولة وانهاء انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الايراني، لقد تعهدنا وفقاً لمرجعيات المرحلة الانتقالية، بأن لا نعمل فقط على تشارك القرار، والتخطيط والتنفيذ على مستوى القمة، ولكن ايضا نقل السلطة وتفويضها للمحافظات، والمديريات وفقا لافضل الممارسات، والمعايير ذات الصلة"، مشيداً بهذا الصدد بموقف اعضاء مجلس القيادة الرئاسي وكافة القوى الحاملة للقضية الجنوبية، وتفانيهم في خدمة هذه القضية العادلة، وانصافها وجعلها اساسا للحل بموجب اعلان نقل السلطة، واتفاق ونتائج مشاورات الرياض.

وأضاف "وتأكيدا على هذا النهج فقد اصدرنا جملة قرارات هدفها جبر الضرر، واعادة الاعتبار للشراكة، وتحقيق العدالة، وفقا لمخرجات الحوار الوطني، ووثيقة ضمانات حل القضية الجنوبية، وذلك بإعادة، وتسوية اوضاع اكثر من 52 الفا من الموظفين المبعدين عن وظائفهم في المحافظات الجنوبية منذ حرب صيف عام 1994، ووجهنا الحكومة باتخاذ كافة الاجراءات المنسقة مع الدوائر والصناديق المعنية، ومجتمع المانحين لتأمين الموارد المالية المترتبة على هذه القرارات".

وتوقع العليمي أن تشهد الفترة المقبلة تطبيق سلسلة من الاجراءات التي تعالج المزيد من المظالم، وذلك في اطار سياسة اشمل تهدف الى تحقيق الاصلاح المؤسسي وتعزيز الحكم اللامركزي في عموم المحافظات المحررة.

وجدد العليمي التأكيد على أن معركتنا المصيرية لاستعادة مؤسسات الدولة ستظل هدفنا الجامع، وسنمضي قدماً في توحيد الداخل والخارج ضد انقلاب وارهاب المليشيات الحوثية، والمشروع الايراني الداعم لها، وقال "ولا يمكن ان نترك لدعاة الخراب، والمليشيات المسيطرة بالقوة على صنعاء اي فرصة لشق الصف، والمزايدة في قضية الوحدة اليمنية، وهي التي فرضت واقعاً تشطيرياً باجراءاتها الاحادية المميتة، بدءاً بمنع تداول الطبعة الجديدة من العملة، واغلاق الطرق بين المدن، وفرض الجبايات والرسوم الجمركية بين المحافظات الشمالية والجنوبية، والمحررة وتلك الواقعة تحت سيطرتها، وتغيير المناهج الدراسية، واعادة تشكيل المؤسسات المنتحلة على أساس عائلي، وطائفي، ومناطقي".

وشدد على أنه يتوجب علينا جميعا بعد مرور ثلاثة عقود على تأسيس كياننا السياسي الراهن ان نميز بحكمة وشجاعة بين النزعة الوحدوية الصادقة التي تنظر الى اليمنيين كإخوة انداد وشركاء، وبين النزوع الاحادي التدميري الذي يشطر البلد وشعبه الى شقين غير متكافئين: سادة وعبيد، مركز واطراف، اصل وفرع، متغلبون وتابعون.

العليمي اشار إلى تماسك الجنوب وقوته مع باقي المدن والمناطق المحررة، واكد أنه يشكل نقطة انطلاق اضافية للتحالف الجمهوري العريض، بعدما تحولت المحافظات الجنوبية الى ملاذ لملايين النازحين الفارين من بطش المليشيات الحوثية، وارضاً للباحثين عن حياة آمنة، وسبل العيش الكريم من أبناء المحافظات الشمالية.

وأضاف "ان وجود السلطة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، والمؤسسات الوطنية العصرية، هي الضامن الحاسم لاستمرار الدعم السياسي لقضايانا العادلة، وتدفق المساعدات، وتسهيل انتقال اليمنيين عبر الأقطار والقارات".

وأهاب العليمي بالقوى السياسية استمرار تعزيز التفافها حول مجلس القيادة الرئاسي الذي يمثل توافقاً وطنياً وسياسياً لهذه المرحلة، وان يكون هدف انهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، وخدمة الناس والتخفيف من معاناتهم، اطار عمل جامع، وعدم الاستغراق بالمناكفات، والسجالات الخطابية والإعلامية.