عُرس حوثي ترفي بـ(12) مليوناً وأكاديمي يتسول 1000 ريال

السياسية - Thursday 07 December 2023 الساعة 04:22 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

عند بوابة زجاجية لمطعم مأكولات يمنية وسط مدينة صنعاء، يقف الشاب الأربعيني عبد المجيد، في انتظار بقايا وجبة غداء متناثرة على طاولة تقع أقصى زاوية لقاعة المطعم.

يتعاون عمال المطعم مع عبدالمجيد وأمثاله من معدومي الدخل والعمل، ومنحهم فرصة الظفر بما تبقى على طاولات الطعام لسد رمق جوعهم واطفالهم، بدلاً من رفعها الى أكياس القمامة كمخلفات طعام مأكولة.

في حديثه إلى (نيوزيمن) يقول سيف -عامل المطعم- إنهم تلقوا توجيهات من مالك المطعم بالسماح للمحتاجين المنتظرين عند أبواب المطعم الدخول لجمع وتناول بقايا وجبات الطعام، وأن هذه الظاهرة باتت عامة في معظم مطاعم مدينة صنعاء.

يبحث معظم اليمنيين في صنعاء والمحافظات المجاورة لها عن 1500 ريال قيمة قطعة قماش صوفية تقي اطفالهم نزلات وأمراض برد الشتاء، فيما ينفق قيادي حوثي في صفوف الجماعة 12 مليون ريال يمني تكفلة عرس 3 من أبنائه.

وحسب مصادر محلية في صنعاء، فإن القيادي في صفوف الجماعة المعين بمنصب مدير عام ضرائب القات بصنعاء، عصام حمزة، أنفق 12 مليون ريال تكاليف عرس 3 من أبنائه، في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية واتساع دائرة الفقر والمجاعة في صنعاء والمحافظات المجاورة لها.

وفي السياق ينتظر أكاديمي يمني بجامعة صنعاء، عند بوابة قاعة محاضرات، ينتظر خروج زميله المحاضر، ليدس في جيبه مبلغ 1000 ريال يمني، هي كل ما في جيبه -حسبما رواه الدكتور عادل الشرجبي- في حين ينفق قيادي حوثي في صفوف الجماعة ما بين 50- الى 70 الف ريال يومياً قيمة (نبات القات) الخاص به.

مشاهد وقصص يومية مفزعة تتجه لتقسيم المجتمع اليمني إلى فئة قليلة جداً باتت مترفة جداً جداً، تنشئ العمارات الضخمة وتمتطي السيارات الفارهة، وتتاجر بالعملة والمساعدات الغذائية والادوية، وتنهب أموال الدولة وإيرادات المشتقات النفطية ومرتبات الموظفين، وفئة أخرى كثيرة جدا ومعدمة جداً جداً، تقتات يوميا ما يسد رمقها من الطعام والماء.

تتعمد مليشيا الحوثي -الذراع الايرانية في اليمن- توسيع الفجوة بين الفقراء والأغنياء برفضها صرف مرتبات الموظفين من ايرادات الضرائب والجمارك وميناء الحديدة، وإنهاك المجتمع بالجرع السعرية المتتالية، والاتاوات والجبايات على مدار السنة، ورفع رسوم الكهرباء والمياه وخدمات الصحة والتعليم.

مقابل ذلك تستولي قيادات الجماعة على كل مصادر المال والأنشطة التجارية، بما فيها مرتبات المتقاعدين، والودائع البنكية، وتستولي على المساعدات الغذائية وتبيعها في السوق السوداء، مثلما تبيع المشتقات النفطية (منح إيرانية) بأسعار أعلى من السعر العالمي.