مضاربة العملة ونقص النقد الأجنبي ينهك "الريال اليمني" ويدفعه للانهيار
إقتصاد - Monday 22 January 2024 الساعة 09:12 amتشهد أسعار صرف العملات العربية والأجنبية مقابل الريال اليمني، منذ أيام ارتفاعاً ملحوظاً، بالرغم من إعلان البنك المركزي في العاصمة عدن استقبال ودفعة جديدة من الوديعة السعودية المعززة للاقتصاد اليمني.
وسجل سعر صرف الدولار الأميركي في تعاملات البيع والشراء في محلات الصرافة المحلية في العاصمة عدن، مساء الأحد، نحو 1571 ريالا يمنيا للشراء، و1580 ريالا يمنيا للبيع. في حين سجل سعر صرف الريال السعودي، 414 ريالا للشراء، 415.5 ريالا للبيع. في حين أسواق الصرف في باقي المحافظات المحررة تشهد تفاوتاً بسيطاً في البيع والشراء في ظل استمرار التحذيرات من مغبة هذا التدني الذي يعد الأول من نوعه منذ بداية العام الجاري.
وعلى الرغم من إعلان البنك المركزي اليمني في العاصمة عدن، منتصف الأسبوع الماضي، عن استقبال الدفعة الثانية من الوديعة السعودية، إلا أن تراجع أسعار الصرف قفزت بشكل كبير عقب هذا الإعلان. حيث كانت أسعار صرف الدولار قبل الإعلان، نحو 1555 ريالا، و1544 ريالًا في عملية الشراء.
ويشير الخبير المالي والمصرفي في حضرموت، معاذ الشماسي، أن الريال اليمني يشهد منذ أيام تذبذباً في أسعار الصرف، في ظل المؤشرات الاقتصادية المتدهورة التي تزيد من انهياره في حال عدم تحرك المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية والبنك المركزي والجهات المختصة بوضع حد للاختلالات الحاصلة في القطاع المصرفي.
وأوضح أن هناك جهات وقوى متورطة في عملية المضاربة بالسوق، وتستغل هذه القوى الظروف الراهنة والتطورات الحاصلة في البحر الأحمر وعرقلة المباحثات بشأن خارطة السلام للمضاربة بالعملة. مضيفا: "مع استلام البنك المركزي في عدن دفعة جديدة من الوديعة السعودية كان من المتوقع تراجع أسعار الصرف إلى مستويات أدنى، إلا أن ما حدث كان العكس وهو ما يؤكد أن هناك تلاعبا كبيرا من قبل بعض القوى العاملة في القطاع المصرفي التي لا تزال تتعمد الإضرار بالاقتصاد الوطني والتلاعب بالعملة واستنزاف النقد الأجنبي".
بدورها شبكة "نظام الإنذار المبكر بالمجاعة" أطلقت تحذيرات من مغبة استمرار تدهور العملة المحلية خلال الفترة القادمة. مشيرة في تقرير صادر عنه أن استمرار هذا التدهور سيعكس سلباً على أسعار الغذاء والوقود.
وأكدت الشبكة أن استمرار منع صادرات النفط اليمني واستهداف الموانئ النفطية من قبل الميليشيات الحوثية، أدى إلى تفاقم النقص الموجود مسبقاً في الإيرادات الحكومية والنقد الأجنبي. لافتاً إلى أن البنك المركزي في عدن أوقف المزادات العلنية لبيع العملة الأجنبية منذ أكتوبر 2023، قبل أن يعاود البنك، الأحد، استئنافها وسط توقع استمرار العملة المحلية في الانخفاض طوال فترة التوقعات فبراير ـ مايو 2024م مما يؤدي إلى مزيد من الزيادات في أسعار الغذاء والوقود.