كارثة روبيمار.. مأساة بيئية وإنسانية في البحر الأحمر
المخا تهامة - Monday 04 March 2024 الساعة 09:06 amعلى ضفاف البحر الأحمر، تتكشف فصول مأساة حزينة، فالسفينة "روبيمار"، التي كانت يومًا ما مفخرة البحار، ترقد الآن في قاع البحر، ضحية للهجوم الحوثي الغادر، تاركةً وراءها ظلالا داكنة من الدمار الذي قد يعيد رسم مستقبل الحياة البحرية نحو الأسوأ.
وتحتوي السفينة الغارقة على حمولة تقدر بـ41,000 طن من المواد الكيميائية الخطيرة، بما في ذلك الفسفات والنيتروجين وأبو كاسيوم، التي تهدد بإطلاق أحماض الكبريتيك والنيتريك السامة في مياه البحر الأحمر الصافية.
ولهذا فإن تأثيراتها البيئية المدمرة لا تقتصر على الشواطئ القريبة فحسب، بل قد تمتد لتشمل دولا مجاورة، مثل: إريتريا وجيبوتي، مهددة بذلك التنوع البيولوجي الغني الذي يعج به البحر الأحمر.
ويرى الدكتور خالد النجار أستاذ الجغرافيا السياسية ورئيس مركز الدراسات البيئة أن المواد الكيميائية التي استقرت الآن في أعماق البحر، تنتظر مصيرها المحتوم لتذوب في الماء وتتحول إلى مستحلب خطير، مما ينذر بكارثة بيئية قد تفوق في تأثيرها حوادث التسرب النفطي السابقة بعشرة أضعاف.
ويحذر الدكتور النجار في حديثه لنيوزيمن، من التداعيات الكارثية التي لا تقتصر على البيئة البحرية وحدها، بل تمتد لتشمل الحياة البشرية أيضًا، موضحا أن حوالي 126,000 صياد يواجهون خطر فقدان مصدر رزقهم، وما يقرب من 850,000 طن من المخزون السمكي اليمني مهدد بالزوال.
التيارات المائية والرياح تلعب دورًا حاسمًا في تشتت هذه الملوثات، مما يزيد من تعقيد مهمة السيطرة على الوضع وفقا لما ذكره الدكتور النجار.
وفي ظل هذه الظروف القاسية، يتعلق الأمل بأن تظل هذه المواد السامة محتجزة داخل السفينة لتجنب كارثة أكبر، لكن، ومع كل يوم يمر، تتعاظم المخاوف من أن تصبح هذه الكارثة حقيقة مؤلمة تؤثر على الحياة في البحر الأحمر وما وراءه لسنوات قادمة.