مزارعو تهامة يحصدون المانجو ويدحضون حملة "التشويه"

المخا تهامة - Monday 06 May 2024 الساعة 10:08 am
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

تشتهر الأودية والمناطق الريفية في السهل التهامي بزراعة الكثير من المحاصيل، ولعل أبرزها ملكة الفواكه "المانجو" التي تزرع بشكل وفير في مساحات واسعة، فهي تعتبر من ألذ الفواكه الصيفية التي تجود بها الأرض التهامية المعطاءة والتي تغطي السوق المحلية ويجري تصديرها للخارج.

يتفتح جمال أشجار المانجو المثمرة والمتدلية بخضرتها لتعانق الأرض في موسم جَنْي المحصول، فهي فاكهة متعددة الأشكال ولديها عدة أصناف وأنواع منها "قلب الثور، عين السمكة، تيمور، عمبا جعاشير". والأراضي التهامية في الحديدة تمتاز بحصاد هذه الفاكهة في هذه الأشهر بكميات وفيرة.

تعتبر زراعة المانجو في ريف تهامة عشقا متوارثا يفضله المزارعون، وفي ظل هذا الإنتاج الكبير يعمل المزارعون بجد واجتهاد لضمان جودة المحصول والحفاظ على تقاليد هذه الزراعة التي تمتد عبر الأجيال. وبفضل هذه الروح التقليدية المتجددة، يزدهر قطاع زراعة المانجو في تهامة لكي يلبي احتياجات السوق المحلية فضلاً عن إسهامها في دعم الاقتصاد الوطني من خلال الكميات الكبيرة التي يجري تصديرها للخارج بالعملة الصعبة.

تتألق فاكهة المانجو عند عرضها وتبرز في الأسواق، وتعتلي قمة الفواكه المحلية بأناقتها وطعمها الرائع، تجذب الأنظار بجلدها الأصفر وعطرها الفواح، وتعكس روعة الطبيعة ونضارة الصيف. لها عُشّاقها الذين يتوافدون إليها لشرائها في السوق المحلي وبشكل يومي، لتصبح فاكهة حاضرة في كل منزل يتناولها الغني والفقير عقب كل وجبة. كما أن محال بيع العصائر الطازجة يتفننون بعمل منها أجمل التشكيلات، فضلاً عن إضافتها للعديد من الأطباق ذات الصُنع المنزلي.

ويقول المُزارع عبدالله قايد لـ"نيوزيمن": المانجو في تهامة من أجود المحاصيل الزراعية والتي يتم إنتاجها، والكثير من المواطنين يرغبون به لجودته وطعمه اللذيذ. لافتا إلى أن هذا المحصول يفضله المزارعون لمردوده الاقتصادي سواء  للمُزارع وللحكومة. 

وأضاف: "لكن الآن تأثرنا وتأثرت مزارعنا جراء الحرب والقصف الذي طال الأشجار، ولم نعد نقوم بالتصدير للخارج كما كنا في السابق بسبب قطع الطرقات وتكاليف النقل، ناهيك عن الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمزارع التي تحولت لساحة حرب جنوب الحديدة".

وطالب المُزارع قائد، وزارة الزراعة والحكومة والمنظمات المهتمة والداعمة لقطاع الزراعة في اليمن، بالتدخل العاجل وتقديم الدعم للمزارعين لاستئناف نشاطهم الزراعي وتكثيف الزراعة بمختلف أنواع المحاصيل التي تعود بمردود اقتصادي وينتفع منها المزارعون والدولة كونها تسهم في تعزيز الاقتصاد.

وكانت فاكهة المانجو تعرضت في بداية هذا الموسم، لحملة تشويه متعمدة على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب ظهور نشطاء في تسجيلات مرئية يظهر ديدان داخل بطن المانجو، وتحذير المواطنين من شرائه، مما جعل المنتج يواجه صعوبة في البيع والتصدير.

وفي هذا الجانب يقول مهتمون في الشأن الزراعي، إن الثمرة "المانجو" في حال إصابتها بالفطريات أو بأي ثاقبة للثمار تتعفن، وفي هذه الحالة الشجرة تسقطها أوتوماتيكياً حتى لا يصاب العنقود كاملا، والثمرة لا تصاب بالديدان داخلها أبداً، وإن حصل ذلك يأتي نتيجة عدم رش الشجرة بالمبيدات لمكافحة اليرقات، وأحياناً يأتي بعد جنْي المحصول بسبب رميها في الأرض لفترة، لذلك الحشرات تدخلها وتتغذى منها، وهذا يحصل مع أي فاكهة، والكلام الذي يشاع أن منتج مانجو تهامة فيه ديدان هذا غير صحيح نهائياً.

ويرى مراقبون، أن المتضرر من وراء هذه الحملة هو الشعب اليمني بشكل عام وبالذات أصحاب المزارع، وهذه وراءها أغراض سياسية أغلبها انطلقت من ناشطين حوثيين لتحطيم المنتج الوطني وكذلك أغراض أخرى، حتى يبيع المزارعون مزارعهم، وهذا سيؤثر كثيراً على المنتج والمُزارع.