أزمة البحر الأحمر تنعش معدلات الشحن الجوي بنسبة 80 بالمائة

إقتصاد - Tuesday 04 June 2024 الساعة 04:40 pm
عدن، نيوزيمن:

أدت اضطرابات البحر الأحمر إلى ابتعاد سفن الشحن التجاري عن هذا الشريان الحيوي للتجارة العالمية، جراء الهجمات الإرهابية التي تشنها مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، تحت غطاء "نصرة غزة ودعم فلسطين".

ابتعاد السفن عن خط باب المندب- قناة السويس، أنعش عملية النقل الجوي، وسجلت معدلات الشحن الجوية خلال شهر مايو ارتفاعاً بلغ نحو 80%، مقارنة بذات الشهر في العام الماضي. وهو معدل مرتفع يؤكد لجوء أصحاب البضائع للنقل الجوي لاستمرار أنشطتهم التجارية وتفادي التأخير وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين البحري بسبب تصاعد أزمة البحر الأحمر والهجمات الحوثية.

وقال روجير بلوك، مدير تطوير المنتجات في شركة "ورلد إيه سي دي" (WorldACD) ومقرها في أمستردام، إن معدلات الشحن الجوي من الخليج العربي وجنوب آسيا إلى أوروبا ارتفعت 80% تقريباً في مايو مقارنة بالعام السابق. وكان هذا ارتفاعاً هائلاً إذا ما قورن بمتوسط الزيادة العالمية في المعدلات البالغة نحو 3% خلال الفترة نفسها.

في حين قالت ترين نيلسن، المدير الأول ورئيس قسم المحيطات في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة التكنولوجيا اللوجستيات "فليكسبورت" إن الشحن الجوي بات وسيلة النقل الأكثر تكلفة أيضا، بسبب تأثيرات الأزمة في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن بعض أصحاب البضائع "يتوقعون أن تستمر أزمة البحر الأحمر لفترة أطول".

ويؤكد مسؤولون في شركات الشحن البحري أن عودة التوازن في توريد البضائع عبر البحر الأحمر يحتاج إلى مزيد من الوقت في ظل استمرار اضطراب الأوضاع في المنطقة، مؤكدين استمرار تجنب مرور السفن التجارية من الممر البديل "رأس الرجاء الصالح" لتفادي الهجمات الحوثية رغم التكاليف الكبيرة في السير بهذا الممر الأطول.

وأكد رولف هابن يانسن، الرئيس التنفيذي لشركة "هاباغ لويد" خامس أكبر شركة نقل للحاويات في العالم ومقرها في ألمانيا، أنه لا يمكن لأحد أن يخمن كم من الوقت سيستغرق النظام المترابط للعودة إلى التوازن في عمليات الشحن البحري، لافتاً في مقابلة مع "تلفزيون بلومبرغ": "قد يستمر الأمر لشهرين آخرين إذا لم يتحسن الوضع في البحر الأحمر".

وبينما تبحر السفن حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، فإن جداولها غير المتوقعة تؤدي إلى ازدحام الموانئ الآسيوية الكبرى، مما يحدث نقصاً في الحاويات الفارغة في بعض الأماكن، وتكدسها في أخرى. وأصبحت أوقات التسليم إلى الولايات المتحدة وأوروبا أطول، وأسعار الشحن آخذة في الارتفاع.

ويؤكد خبراء الملاحة أن العالم بدأ بتحمل أعباء ومصاعب اقتصادية مفتعلة، وأن سلاسل التوريد تضررت بشكل كبير بسبب الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وباب المندب، لافتين إلى أن التداعيات الاقتصادية آخذة في الاتساع.

وأشارت حسابات شركة "سي-إنتيليجنس" (Sea-Intelligence) المتخصصة في البيانات والاستشارات البحرية ومقرها في كوبنهاغن، إلى أن إعادة التوجيه في الممر الملاحي من البحر الأحمر أدى إلى زيادة متوسط الحد الأدنى لزمن العبور بنحو 40% إلى البحر المتوسط من آسيا، و15% إلى شمال أوروبا. وهو ما ضاعف تكلفة شحن الحاويات ويؤرق التجارة العالمية.