العميد طيار أمين شمسان.. نهاية مأساوية لأحد صقور الجو في اليمن

السياسية - Thursday 06 June 2024 الساعة 05:09 pm
تعز، نيوزيمن:

يعيش العميد طيار، أمين راوح شمسان، أحد أقدم طياري سلاح الجوي في اليمن، أوضاعا صعبة في ظل التجاهل والإهمال وقطع مرتبه الضئيل بشكل نهائي بعد سيطرة ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، على صنعاء ونهبها لرواتب العسكريين والمدنيين.

العميد شمسان، من مواليد 1945 في مديرية المقاطرة، تلقى تعليمه في السنوات الأولى بمدينة عدن وتحديداً في مجمع بلقيس التعليمي. وعند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 عاد إلى شمال الوطن للمشاركة في الثورة. كما شارك العميد في فك الحصار عن صنعاء "حصار السبعين" دفاعاً عن الجمهورية والحرية والكرامة في 1967. 

رحلة كفاح

عقب انتصار الجمهورية ابتعث العميد طيار أمين راوح شمسان، حينها إلى العاصمة المصرية القاهرة للدراسة في مركز التدريب المهني في تخصص هندسة الطائرات التابع للقوات المسلحة المصرية عام 1963 وتخرج منها عام 1967. ليلتحق في صفوف القوات الجوية التابعة للجمهورية العربية اليمنية آنذاك ضمن الدفعة الثالثة حربية. كما حصل على عدة دورات منها دورة في بريطانيا في مصنع الطائرات عام 1974، ودورة في اللغات العسكرية ودورة طيران من الولايات المتحدة الأمريكية لنفس العام 1981. كان واسع الاطلاع وعمل على تطوير مهاراته وقدرته في المجالين العسكري والمدني فقد التحق في قسم التاريخ والآثار في جامعة صنعاء وحصل على ليسانس آداب عام 1978.

معاناة كبيرة 

عُرف العميد طيار أمين راوح شمسان، بين زملائه بأنه عفيف ورجل مقدام ومتميز بأخلاقه العالية، وبعد حادثة اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي 1977م، تعرض للسجن والتهميش والمضايقات والفصل والتسريح من القوات الجوية مع 50 طيارا ومهندس طيران من زملائه وتم الإفراج عنه في العام 1983. وأصيب العميد شمسان بحالة نفسية صعبة وتدهورت صحته بشكل كبير بعد تسريحه من عمله في القوات الجوية وبراتب ضئيل جداً. حتى قطعه بشكل نهائي عقب سيطرة ميليشيا الحوثي على صنعاء في العام 2015.


حالة صعبة 

تزوج العميد أمين شمسان من مصرية، وأسس معها حياة زوجية ورزق منها بثلاثة أطفال "ولدين وبنت"، ومع تفاقم الأوضاع الصعبة التي واجهت العميد شمسان، من حالة التهميش والإقصاء والتجاهل من قبل وزارة الدفاع والقوات الجوية، إلى السجن والمضايقات المتكررة وإصابته بحالة نفسية صعبة، اضطرت زوجته للعودة إلى بلدها "مصر"، ومعها اثنان من أبنائها الذكور، في حين بقيت ابنته الوحيدة مع والدها لرعايته والاهتمام به في الوقت الحاضر.

دعوة عاجلة

الكثير والكثير الذي لم يحكَ عن قصة العميد الطيار، أمين راوح شمسان، فالرجل اليوم يعيش وضعا صعبا جداً في مدينة التربة بمحافظة تعز، مع ابنته الوحيدة التي ترعاه رغم حالته الصحية والنفسية المتدهورة. 

ويقول الكاتب، جميل حزام المقطري، العميد شمسان واحد ممن أهداهم الشاعر الكبير الدكتور سلطان الصريمي مقدمة ديوانه أبجدية البحر والثورة (إليهم وهم محرومون من أقل ما يمكن أن يقدمه الأب لأبنائه العاطفة، الأمان، المعنى الحقيقي للثورة). ففي وسط الملحمة الشعرية الصريمية ألمح الشاعر لصديقه بالأحرف الرمزية "أ. ر. ش". 

وأشار الكاتب المقطري: "التقيت العميد طيار أمين في مدينة التربة، وهو في حالة نفسية سيئة للغاية، وجدته فاقدا للتوازن النفسي وغير قادر على التمييز، ويرفض التحدث أو قبول أي شيء من أحد حتي حبة سيجارة باستثناء قبوله من اثنين أو ثلاثة أشخاص فقط علقت أسماؤهم في ذاكرته على أنهم زملاؤه في الجيش.

ووجه الكاتب جميل المقطري رسالة مناشدة إلى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ووزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة وقيادة محافظة تعز، بضرورة الالتفات إلى معاناة العميد طيار أمين رواح شمسان، أحد أبطال صقور الجو في اليمن، وإعادة الاعتبار لهذا الرجل الذي أفنى حياته في خدمة بلده، وكذا إعادة صرف مرتباته المنقطعة من قبل الجماعة الحوثية.