غابات موطن التمور في تهامة تعاني آثار الحرب وتناشد إنقاذها
المخا تهامة - Friday 02 August 2024 الساعة 09:20 amتتميز السواحل التهامية عن غيرها، بكثرة مزارع النخيل الممتدة على طول الشريط الساحلي الغربي لليمن بجوار البحر، وهي أشبه بغابات لموطن التمور الفاخرة بمختلف أنواعها وأشكالها التي تسمى بالمناصف، فثمرتها من أهم مصادر الغذاء للإنسان.
مع كل موسم صيفي تكتسي حقول النخيل ثوب الخصب والثراء، مزينة بحبات التمور اللامعة، التي يتم جنيها بمشقة وعناء عن طريق التسلق، لشكل رافداً للسوق المحلية في مختلف المحافظات، ومنه أيضاً يتم تجميعه وتجفيفه في مكان واسع ليسهل من خلاله استخلاص عسل الدبس ذي القيمة الغذائية والصحية.
إلا أن الحرب كان لها تأثير كبير على هذا الجمال الآسر وتلك الشجرة المثمرة، التي تشتهر هذا العام بموسم المناصف وتصدر تمورها إلى مختلف أسواق المحافظات.
وشكا عدد من مزارعي النخيل من التدهور الملحوظ في قطاع زراعة النخيل، حيث يعاني عدد كبير من تلف وتضرر أشجار النخيل بشكل كبير.
وقالوا، "كانت هذه الأشجار في السابق تعطي إنتاجًا وفيرًا، حيث كان يمكننا جني حوالي 40 سلة من التمر ولكن في الوقت الحالي لا يزيد عن 4 سلال فقط"، مؤكدين أن هذا التدهور الكبير في إنتاجية الأشجار يعود بشكل رئيس إلى ظروف الصراعات والحروب التي تعصف بالمنطقة والتي أثرت سلبًا على قدرة المزارعين على العناية بالأشجار وتوفير الظروف الملائمة لنموها.
وطالب مزارعو النخيل في منطقة الكِداح بالخوخة الجهات الحكومية، بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير الدعم اللازم لهم لإعادة إحياء هذا القطاع الحيوي، الذي له تأثير كبير على الاقتصاد المحلي والمعيشة اليومية للمزارعين من محصول التمر كمصدر رئيس للدخل.
وأكد مدير مكتب الزراعة في مديرية الخوخة المهندس نصر عوض سالم، في تصريح لـ"نيوزيمن"، أن الحرب سبب رئيس في تدهور النخيل وتساقطه نتيجة القصف الذي طاله، مستعرضاً معوقات أخرى أدت إلى تدهور زراعة النخيل منها ارتفاع الأيدي العاملة وارتفاع تكاليف المحروقات وتكاليف المبيدات وإدخال المنتجات الخارجية التي طغت على المنتجات المحلية.
يقول نصر، "الحرب التي أشعلها الحوثي، كانت سواحل الخوخة ومزارعها تتواجد فيها 370 ألف نخلة، الآن ثلثان من هذا العدد تضرر وأتلف، كما أن المد والجزر للبحر أيضاً له سبب كبير في هذا التدهور وطغى على مساحة كبيرة، وبسبب غياب الدعم الحكومي والدولي للنشاط الزراعي، غالبية مزارعي النخيل هجروا مزارعهم واتجهوا لأعمال أخرى، وكانوا يُعيِّشون آلاف الأسر من زراعة النخيل في موسمه".
وكانت مزارع النخيل في الخوخة يتواجد فيها أكثر من 40 نوعاً من أجود التمور الفاخرة، وحالياً لم يتبقَ منها سوى القليل، فالمنطقة بحاجة إلى مصنع لتعليب التمور وتصديرها، وكذلك استخراج العسل الذي يسمى بالدبس، أغلب المزارعين يستخدمون الأساليب القديمة لتجفيف التمور وطريقة استخراج العسل.
وناشد المهندس نصر، الحكومة بتوفير مصنع خاص للتمور، كون الخوخة باتت بحاجة إلى مصنع يحفظ التمور ويحفظ حقوق المزارعين من حيث الحفاظ على المحصول وتصديره، ودعم المزارعين بكافة المستلزمات والاحتياجات التي تساعدهم على زيادة زراعة النخيل.