دفن ذكريات استوكهولم.. مسار عمَّان وإزاحة اللجنة الأممية إلى البحر

السياسية - Sunday 03 February 2019 الساعة 11:34 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

يلقي مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن بجهوده وراء فعاليات مكوكية من نوعية اجتماعات عمَّان الأولى ثم الثانية في الانتظار خلال الأسبوع القادم، معطياً صخباً إعلامياً لملف تبادل الأسرى المتعثر هو الآخر في ظل انسداد تام لمسار استوكهولم المتعلق باتفاق الحديدة.

بحسب الصحف البريطانية، فإن مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث يتصرف بطريقة فوضوية تكرس الفشل وتمدده وينصرف مراراً إلى التستر على الفشل بتفعيل مسارات جانبية لا تؤدي إلى نتائج، وتدور في حلقة مفرغة.

وإذا صحت توقعات تذهب إلى أن غريفيث أنجز مع المتمردين الحوثيين تفاهمات خاصة تلبي شروطهم إلى تجاوز أهم وأخطر بنود والتزامات اتفاق الحديدة، الانسحاب وتسليم الموانئ وإعادة الانتشار، فإن مسار عمان التفاوضي الذي يوليه غريفيث اهتماماً مضاعفاً يُراد به التستر على حقيقة ما يحدث إزاء الملف الأهم والأخطر المتعلق بالحديدة سلماً وحرباً.

ويستضيف الأردن جولة ثانية من المحادثات بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بشأن ملف تبادل الأسرى والسجناء بطلب من الأمم المتحدة، وفقاً للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السبت 2 فبراير/ شباط 2019.

وأعلنت عمّان، السبت، أنها وافقت على طلب جديد من الأمم المتحدة لاستضافة جولة جديدة من المحادثات بين ممثلي الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين الأسبوع المقبل لبحث اتفاق الأسرى. وأضافت إن "موافقة المملكة على عقد الاجتماع في عمان تأتي في إطار دعمها لجهود إنهاء الأزمة اليمنية ولجهود المبعوث الخاص للتوصل إلى حل سياسي لها وفق المرجعيات المعتمدة".

وفشل اجتماع أول للمباحثات في عمان منتصف يناير الماضي في التوصل إلى خطوات عملية لإنفاذ اتفاق استوكهولم بشأن تبادل الأسرى والسجناء، وأعاد غريفيث الأمور إلى نقطة البداية بتبادل جديد لقوائم الأسماء.

وتعميم الفشل آخذ في التمدد من اتفاق الحديدة إلى اتفاق الأسرى، حيث الأمور تعود إلى جدولة مرحلية، تفاوضية، في الأساسيات، بدءاً من إعادة تبادل القوائم وكشوف الأسماء، الأمر الذي حدث بالمثل في مشاورات السويد، وكما رأينا في اجتماعات عمان الأخيرة، وهو ما اعتبره بيان مكتب المبعوث الخاص لليمن، نجاحاً، "بإتمام تبادل قوائم الأسرى والمعتقلين والإفادات بشأن هذه القوائم."!

صحيفة الغارديان التي كانت اتهمت غريفيث بالتستر على فشله، نقلت أن وقف إطلاق النار موجود فقط على الورق وفي رأس غريفيث، مشيرة إلى أن المهلة المقررة في 7 يناير لخروج القوات من مدينة وموانئ الحديدة وتبادل الأسرى انتهت دون شيء، وذلك بسبب المطالب الإضافية من مليشيا الحوثيين.

وانتهج غريفيث مسار الانفتاح الكبير على شروط ومطالب المتمردين التي لا تكاد تتوقف عند حد.

ولا يستبعد مراقبون أن يعقب تلبية شروط المتمردين بإزاحة باتريك كاميرت خطوات من شأنها أن تكرس رؤية وتفسير الحوثيين للاتفاقات من زاوية خاصة وشديدة الاحتكارية.

وينظر إلى تصعيد لهجة التهديدات الحوثية كواحدة من مظاهر التعاطي الأممي المريب والسلبي للغاية مع المليشيات التي امتدحت مؤخراً "تفهم" مارتن غريفيث لموقف المتمردين من بنود الانسحاب من ميناء الحديدة وإعادة الانتشار بقواتهم وقطعان المليشيات خارج المدينة.

جاء هذا بالتزامن مع تحركات على الأرض إلى تعميم الوقفات والتظاهرات بمدينة الحديدة رفضاً لإعادة الانتشار والانسحاب ما يعني رفض تنفيذ الاتفاق.

ويأتي اجتماع السفينة، يوم الأحد، في عرض البحر كتعبير زائد عن نفاد خيارات عملية وجادة وصارمة نحو التنفيذ والاستعاضة عنها بالشكليات المثيرة لسخرية الأوساط اليمنية والناشطين، ولم يخل المشهد من محاكاة للنزوح العملي للجنة الأممية وفعالياتها بحراً.