عبدالسلام القيسي
اليمن يتحرر وذكرى انتفاضة ديسمبر تقترب
ذكرى ديسمبر تقترب ورجال اليمن، وهم رجالك، من كل حزب وجماعة على عهدك اليماني يا علي عبدالله صالح.
بشجاعتك يقتلعون الكهنوت أيها المغوار، حياً، وميتاً.
لك العهد يا صالح أننا سنحتكم للصندوق وسنعيد وهج الديمقراطية وسنمضي على دربك الميمون.
كل حزب أنت وكل جماعة، أنت المؤتمر والإصلاح والناصري والاشتراكي، وأنت الشمال والجنوب، أنت الدولة والقبيلة.
أنت كل جبهة من صعدة إلى مأرب وشبوة وحجة والساحل الغربي وأنت تعز.
لك الرحمات.
* * *
قلت كل مرة: لا يمكن للكهنوت البقاء خاصة في تعز وإب، فهذه بيئة طاردة للحوثي!
كنت أنصح بعض المتحوثين نصح الذي يرى مصير الحوثي بكلا المدينتين ولا زلت أنصحهم من جانب الود: لا يمكن للحوثي أن يبقى، فهونوا، حايدوا!
* * *
كان الحوثي يظن أنه سيقذف بالجبال وما فيها من ناس وسلاح ترغيباً أو ترهيباً ويطبق على المشتركة في الساحل المقيدة بالسويد وتكون القوة بين خيار الموت أو خيار الغرق!
ظن ذلك، قام بتأهيل شبكة الطرق والجسور التي في الأرياف والجبال واستغل حاجة الناس للطرقات وبأموالهم عبَّد كل سبله إلى حربه الجديدة، من ريمة وإلى مديريات إب وإلى شرعب، وقاد حملات تصفية تأخذ في غالبها الطابع الثأري بين القبائل وأورث الناس الأحقاد وقدح فيهم نار الخصومات لتصفية الرجال في تلكم المناطق وقام بتعيين أرذل مشرفيه ومتحوثيه بالمناطق المتاخمة مثل شرعب الرونة كعينة بسيطة لخلخلة النسيج.
فعل أشياء كثيرة تتيح له التحكم بالتركيبة السكانية والقبلية والطبوغرافية للجبال.
معركته القادمة هي طحن الساحل بالجبال.
لكنه فشل فشلاً ذريعاً وخربطت خطوة (القوات) المشتركة خطواته المرسومة منذ سنوات وتطارده الآن في الجبال، من البرح، من سقم وشمير، من حيس، وإلى الجراحي.
تتكفل القوات بخريطة القتال الجديد بثلاثة محاور كاسرة له، تقترب كثيرا من ريف تعز الصلب وقد أمنت وأكملت ريف الحديدة من ناحية حيس وتنيف ناحية ريف إب وريمة والبلدان تلك تكتم الهوى الذي سيحرق الحوثي وسيصطلي بنيران سنوات الطغيان من المناطق المحتلة ففوهة المشتركة وفوهة الأحرار، الغضب المكبوت لسنوات سوف ينفجر والجبال ستكون عاملا مساعدا لأهل البلاد والجو يعبر الأعالي.. جو وبر، أمام وخلف، وقبائل!
القبائل التي أهينت وفقدت شرفها سوف تستعيده.
هي فرصتهم، ولا أظن قبيليا يفوت هذه الفرصة، فرصة الكرامة المفقودة والمهانات المخزية ولا بد لهم من جلي شرفهم ببنادقهم. وسيجد الحوثي نفسه بلا أحد وأن الذين تحوثوا وسام بهم أهاليهم ليسوا إلا أصفاراً صنعها الطغيان الحوثي بل غالبهم سوف يقاتلونه، وسترون ذلك، فهم أصفار لا أكثر، وسيعودون للتعبيرة والحلم بشيخ يرافقونه!
يعجز المتحوث عن إيجاد كرامة لنفسه ولو بالإفراج عن بريء من قريته، يعجز عن حماية شرف نساء البلدة من مليشيا التتار ويرى نفسه الحقيقية معهم وينتظر الفرصة للخلاص!
هذا المتحوث، ففكروا بالضحايا، بالجمهوريين الأفذاذ، بالقبائل، وأهل الشرف والكرامة ومن فقدوا مكانتهم بسبب المذلة المتواصلة.
قهر الرجال سوف يتحدث.
ذلة الرجال سوف تتحدث.
ستنفجر بالحوثي أحداث ومواقف وإهانات ولعنات لا زالت تنمو منذ سنوات وسوف تكون نهايته ولن يستطيع أن يقاتل الناس بأهلهم في اللحظات الأخيرة، كما نجح في سومهم بهم، ففي هذه يلفظ أنفاسه وفي الأولى كان قوياً يهابونه ومستقبلاً يطمحون بالحظوة لديه.
لكنه الحوثي..
الحوثي الذي بغى وتجبر ولكن أشكره لأنه بغى وتجبر، فلولا غروره لما توحدنا، استهانته بالناس جمعتنا.
سينهزم من حيث ظن أنه ربح المعركة.
ستطبق عليه ثارات ختام العشاري من كل جبل في العدين، وثارات النساء المهانات في منافذ الريف التعزي من كل جبل في شرعب وثارات المدارس الملطخة بالأخضر.
ثارات المعتقلين في سجونه، ثارات أسماء المدارس التي رمى بها إلى قارعة الطريق وثارات الرجولة المفقودة.
لقد شعر الناس في حكمه أنهم بلا رجولة ولا أشد على الإنسان أن يفقد رجولته، لقد فقدوها سهواً، ولهذا يكرهونه مكرهة لم تحدث البتة.
الكره الذي لا أكثر منه سوف ينفجر بوجهه، لقد شعر الناس أنهم لا يستطيعون حماية زوجاتهم وبناتهم.
يمكن لحوثي أن يفكر بالاعتداء على زوجتك ولن تفعل شيئا ليس خوفا منهم ولكن لما بعد أن تفعل، وإن حاولت فعل شيء لن يقف معك أحد، فالرجل الريفي يمكنه أن يتهم بالذل وفقدان الكرامة من أن يرى شرفه ونسوته يداس ويحفظ شرفه بالتخلي عن شرفه.
إلى أي حد ذليتم الناس فهل تتوقعون أنهم سوف يسامحونكم؟
لا وألف لا، لا والله..
وهذا هو الفارق بيننا وبينكم:
نحن نقاتل في بيئة هي معنا وبيئة تنتظرنا وأنتم تقاتلون والمجتمع الذي معكم ليس معكم، بل معنا، وبين هذه وتلك ستنتهون.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك.