م. مسعود أحمد زين

م. مسعود أحمد زين

تابعنى على

بالعقل وبتجرد.. أين الدولة كمؤسسة في الشمال أو الجنوب؟!

Tuesday 21 December 2021 الساعة 03:00 pm

لا ترمي أدواتك كلها في منتصف الطريق، قد تحتاج لها أو لبعضها لأي عارض محتمل.

الدولة، كمؤسسة، والقانون، كأداة هو البديل التقدمي المنطقي للعصبة أو القبيلة، كمؤسسة، وللعرف والتقاليد، كأدوات..

هذه سنة التاريخ والتطور في كل المجتمعات وكل دول العالم.

ابنِ بيتك الجديد بشكل كامل وموثوق وسلس قبل أن تهدم بيتك القديم كاملا وإلا قد تجد نفسك نائما في العراء.

 في مجتمعنا وتحديدا بالجنوب، قامت تجربة بناء دولة جامعة ل23 سلطنة وإمارة وقطعت التجربة شوطا كبيرا من النجاح.

لكن، وبعكس ما كان مأمولا، تم تسليم هذه الدولة لمشروع الوحدة مع صنعاء الذي يحتكم فيه رئيس الدولة لشيخ القبيلة وليس العكس.

ما هي النتيجة؟

استغنيت عن بيتك القديم بشكل جذري، ثم بعدها دمرت بيتك الجديد بيدك وذهبت لتتشارك السكن مع شخص آخر في بيته القديم.

 اليوم أين الدولة كمؤسسة في الشمال أو الجنوب؟

وأين القانون كأداة تضبط كل شيء؟

لا يوجد اليوم في حقيقة المعايشة اليومية غير الترابط المجتمعي (بالمعنى الواسع بما في ذلك التكافل والتعاضد والتعاون داخل كل مجتمع محلي أو قبلي وفيما بينهم) كشبكة أمان لهذا المجتمع للاستقرار والسلم الأهلي الذي غابت عنه الدولة وتغيب عنه القانون.

الخلاصة:

علينا النظر للشخصيات الاجتماعية والأعراف القبلية كشبكة أمان للمجتمع والسلم الأهلي إذا غابت الدولة عنه أو تعثرت، وليست بديلا سياسيا عن الدولة إطلاقا.

الحكمة تكمن في التوظيف الصحيح لأدواتنا وليس لإنكارها، وليس لاعتمادها بديلا عن الدولة.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك