عندما هاجمت جيوش الأحزاب مدينة "يثرب" كان هناك اتفاق بين رسول الله واليهود للدفاع عن المدينة كونها وطناً للمسلمين ولليهود الذين كانوا يسكنونها.
ولما خٌرِقَ الاتفاق بين النبي واليهود وتمالوا مع الأحزاب كان الجزاء وكانت العقوبة من النبي لسبب خرقهم العهد.
سقطت البلاد العربية، أمامنا إيران، تلتهم العواصم عاصمة عاصمة وتقتل الملايين في المنطقة، سوريا، لبنان، العراق، اليمن.
لو قسنا ما ترتكبه السلطة الصهيونية بحق العرب في فلسطين والجولان ولبنان وما تقترفه إيران لما كان هناك أي وجه للمقارنة بين الحالتين، وهذا لا يعني أن نرضى عن الكيان، بل أن نتفرغ للسلام إلى حين، لنتفرغ لمواجهة الفرس، قتلة الأوطان.
هناك عداء قد يكون بين إيران وإسرائيل، والعداء الذي حدث ليس من منطلق الإسلام وبعيداً عن شعارات الخمينية، بل لأن خميني إيران يرى أن هذا الكيان يسلب طموحه في السيطرة على المنطقة، أي الفارسي يجد قبالته الرومي، حالة قديمة، قبل انبعاث الدين.
وهنا يجب أن نخضعها للقياس التاريخي، فاليهود، ولم نسلم بعد، يمكن لنا معهم الدفاع المشترك عن الجزيرة من كسرى، كما دافع رسول الله حتى وإن خذلوه على المدينة باليهود الذين يسكنون "يثرب" من هجوم المشركين العرب.
لماذا يجب الاختيار بين إسرائيل وإيران؟
عدوتان للأمة، ولكن الذي يحدث أن العرب حالياً يعانون من إيران أكثر، الفلسطيني تحت سلطة الاحتلال أشبع وأأمن وأسلم مننا نحن الذين تحت سلطة الكهنوت الإيراني في اليمن.
وهنا للحكم المنطقي يجب أن نتخلص من العاطفة، أن نسلك الطريق الأنسب للوصول إلى الغاية، غاية العرب، في حماية بلدانهم! هو بالتأكيد طريق المواجهة الأخيرة ضد الفرس.
في فلسطين الكيان أمر واقع، حين القوة لا يمكنهم الاعتداد بأنفسهم، فالقوة تلغي وجود الكيان، ولسنا بمنطق قوة هذه اللحظة، ولم يجند الكيان شعوبنا العربية تحت أي يافطة للسيطرة على المنطقة.
جنس جديد أتى من البعيد وسيذهب ذات يوم واليهودي اليمني سيعود لأصله وكذلك كل اليهود وربما سوف تنتهي حالة الحرب كمنطقة مقدسة وحكم يشمل الجميع، في القدس، والديانات الثلاث.
لكن إيران تختلف، تزيف نظرية دينية، تجند الشعوب العربية، تقتلنا، تضربنا في العمق، أشد من كل عدو، وأخطر من كل خطر.
لذا كفة مواجهة إيران ترجح في هذه المرحلة.
ولدي نظرة أن التعاون مع الكيان للخلاص وبتر إيران مقدم على كل شيء، نحن الإبراهيمية لمواجهة الساسانية، أيمكنكم فهم هذا الأمر؟
إنه الانبعاث، انبعاث القديم، ساسان وسواه، الروم والفرس، كل القوميات تنبعث، وتتوسع بذاتها الحضاري.
فنحن واليهود أقرب الأعراق لبعض، نحن أقرب لأنفسنا من إيران، وبذات الوقت لن ننسى موقفنا من الكيان.
هناك شيء اسمه الخطر الأكبر، وهو الطاغية القادم من طهران، الذي يدعي بملكيته للعرب من صنعاء إلى بغداد ودمشق وبينهن مكة، فيما تدعي إسرائيل بحقها في فلسطين فقط، خطر أصغر.
لمواجهة الخطر الأصغر يجب أن ننتهي من الخطر الأكبر، الوقوف بوجه إسرائيل يبدأ من إنهاء الوجود الإيراني، إيران التي بقلة من السنوات وعبر أياديها أسقطت أربع عواصم عربية، هن تاريخ المنطقة، الشام والعراق واليمن.
تخيلوا أن الفكرة القديمة والوجود القديم للمنطقة بيد إيران، إنها حرب التاريخ، حروب كسرى عادت إلى نقطة البداية فيما اليهود ولمائة عام، بعد مائة عام يعترفون باستحياء أن القدس عاصمة لهم، ولا تزال الفكرة العربية هي الغالبة في مناطق الكيان.
يتناثر العرب بين دول العالم بالملايين، سوريون، يمنيون، عراقيون، لبنانيون، فمن قام بتهجير كل هؤلاء؟ أليست إيران؟
أنا بعيد عن بلدتي فمن قام بطردي.. أليست إيران؟!
مهما كرهنا إسرائيل، وبنظرة واقعية، ماذا نعانيه من الكيان وماذا نعانيه من إيران؟
ليجبني أحدكم، دون الخضوع للعاطفة.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك