عندما ظهرت تسريبات حزب الله، من صنعاء، والضابط يؤنب "الحاكم" ويحدثه عن المرتزقة الذين سيأتون من سوريا، كتبت تغريدة مفادها أن على العرب استعادة سوريا إلى الحضن العربي.
ولا بد من ذلك، فسوريا قومية وبشدة وكانت حليفة إيران بندية لولا أن الفوضى من حولتها إلى تابع لإيران "فوضى الربيع العربي".
حتى اللحظة، لم يصدر أي تأييد سوري للمليشيات، منذ سنوات، مهما كانت إيران في صلب النظام السوري.
فالأسد عروبي ونظامه القومي ينطلق من قطره العربي ومع ذلك لا أحيل الأسد إلى قطرة سماوية ولكن مجموعة الأغلاط هي من جعلته يتجه لإيران للإلتياذ.
رأيت صورة بشار الأسد ومحمد بن زايد، ففرحت، بهجة والله، فها هي الإمارات تستعيد المنطقة، الإمارات والسعودية ومصر.
ويبهجني كل صف عربي، حتى مع قطر، وإن كنت أبداً لن أنسى ما فعلته بنا ولكن المداراة والمصانعة في أحايين كثيرة هي الأنجح للمنطقة، سواء بين العرب والعرب، وبين العرب والترك والكرد.
قبل عام، قبل 2020، كانت المنطقة مشظاة وممزقة، الأزمة المصرية التركية، السعودية التركية، الإماراتية التركية، السعودية القطرية، ومقاطعة قطر، وكل بلد في المنطقة يشتعل خصومة وناراً ضد جاره القريب والبعيد وضد شقيقه وصديقه، ولكن فجأة انحلت القضايا الشائكة، قمة العلا والتصالح مع قطر، والصلح العربي التركي، انتهاء أزمة ليبيا، وفرحت حتى بزيارة أردوغان للإمارات وابن زايد لأنقرة، والله.
صحيح، أثناء "الربيع" تخلى العرب عن دور حماية الأنظمة، وكانوا جزءاً من الخراب الذي حدث، ولكن لولا ذلك فالربيع العربي كان سيشمل الخليج حتى، استطاعوا تجاوز الكارثة، وحفظ بلدانهم وقوتهم وبذات الوقت رتبوا أوراقهم لاستعادة كل العرب، وها هم يفعلونها، نجحوا، والشواهد أمامكم تشهد.
الهوينا، الهوينا، فالعراق تعود، وسوريا تعود، والصلح مع الترك واليمن رأس القائمة، وأجمل ما حدث في هذه العشر سنوات هو التناغم المصري والإماراتي والسعودي، ثلاثية جبارة، حجم مصر، وشبابية الإمارات، وكلمة المملكة، جيوش وشعوب وثروة، ومكان هام، ويستطيعون الخروج من عمق التغريبة العربية.
فهل يا ترى انتهت التغريبة العربية؟
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك