سؤال يطرأ وبشدة في أذهان الفئة المثقفة والواعية في هذه البلاد.
مرهق جدا أن تعرف الحقيقة ويصعب عليك أن تجعلها واقعا في أذهان الآخرين.
المعرفة متعبة وخصوصا أن تكون متأكدا من أن الفئات الدينية والمتطرفة لا يمكنها أن تجعل أفكارها واقعا لتكوين وطن فيه نظام وقانون، أفكارهم تصلح لحكم الغابات فقط وقطيع من الحمير.
أكثر ما عانى منه هذا الوطن هو الجهل، الجهل في ممارسة الدين، والجهل في فهم السياسة والتطور والحداثة.
هذا بحد ذاته أوقفنا في نقطة الصفر، واستمررنا فيه.
لقد كان حلما جميلا أن عشناه لفترة مؤقتة وعرفنا مفهوم الدولة والمدنية والجمهورية، ثم ما لبث أن تلاشى الحلم بعد "نكبة فبراير" 2011.
ومن بعدها لم نعرف سوى، حزب الإصلاح والحوثي وتنظيم القاعدة، وأصبح الوطن مسرحا كبيرا للحرب ونشر التطرف والعصبية والمذهبية.
سنظل نرسم لهذا الوطن مسارا جديدا لنشر الوعي بين فئات المجتمع وخصوصا المجتمع اليمني الذي لم ينظر إلى النور وبمجرد فتح نافذة صغيرة تم إقفالها بكل بشاعة.
الوعي بالنسبة للحوثي وكل الكيانات الدينية هو بمثابة "السم القاتل" الذي سينهي وجودهم على أرض الواقع، لأن وجودهم مرتبط بوجود مجتمع جاهل متغافل مغلق عليه وبمجرد نشر وعي علماني مدني حديث يتبخر وجودهم ويذهب إلى مزبلة التاريخ.
في اليمن على وجه الخصوص لا زلنا نوفر هذه البيئة، ولكن يظل هناك بصيص أمل يأتي من جهة الجنوب يشعر الفئة الواعية أن الحرية والمدنية لها وجود حقيقي. ولا بد أن يأتي اليوم الذي تنظر فيه إلى النور ويصبح اليمن دولة حقيقية موحدة، جمهورية يتعايش فيها الجميع في أمن وأمان.