الحرب مع مليشيات الحوثي حرب فيروسية.
هذه المليشيات وللأسف تستفيد من أقصى الإمكانيات المتوفرة لإثبات وجودها وسيطرتها وتتمحور وتغير شكل الحرب وطريقة اللعبة فتستطيع وبكل قدراتها الاستفادة من الهدايا المقدمة من أطراف الشرعية.
والهدنة بالنسبة للمليشيات هدية ذهبية تستطيع من خلالها أن تقوي نفسها أكثر سياسيا وعسكريا.
هذه المرة وللأسف جاءت الهدنة لأن القوى العالمية أحست بالضعف الذي حصل للحوثي في الآونة الأخيرة، وضعف الحوثي يعني انتهاء اللعبة فقدمت الهدنة في طبق من ذهب وفتحت المطارات والموانئ.
وهكذا من بداية الحرب في كل مرة يتلقى الحوثي جرعة حرب مؤقتة بمثابة اللقاح الذي يكسبه مزيدا من القوة والسيطرة فيطول بقاؤه وتطول معه أمد الحرب والخلاف.
الوضع لا يحتاج إلى هدنة، الوضع يحتاج إلى حل جذري تخضع هذه المليشيات لتنزع السلام وتحتكم للقانون والدولة.
الهدنة مناعة مكتسبة تقوي لا تضعف الحوثي وتعطي الفرصة ولا تنزعها.
الأكثر سخرية في الأمر أن الحوثي هو من يطرح الشروط ويحدد الطريقة ويفرض الوضع الذي ستكون فيه الهدنة ومدتها.
للأسف من قبيل السخرية الحوثي هو من يحاول أن يكسب اللعبة ومع أن الكرة في ملعب الشرعية إلا أنه سيظل اللغز الذي يفتقر إلى حل.