ركز معي عزيزي القارئ وتحسس ذاكرتك جيدا وعش تفاصيل السنوات الأخيرة بعد "نكبة فبراير" 2011.
أهم ما قد تجده في ذاكرتك وتشعر به في حياتك أن الوقت والأحداث تأتي بسرعة والسقوط يلحقه السقوط ولا ننفك من مشكلة حتى نعلق في الأخرى.
هذا شيء بالتأكيد غير طبيعي ويؤثر في حركة حياتنا بشكل كامل وبحركة التطور وحتى طموح الشعب ينهار وهو يرى الوقت يسرق من بين تفاصيل حياته دون أن يشعر بأي تطور ملموس على أرض الواقع.
من أهم المقومات التي من خلالها يمكن أن يتم جدولة الشعوب وإطلاق اسم الشعوب النامية هي طموح الشعب نفسه.
إذاً الشعوب النامية هي الشعوب الأقل طموحاً أو الشعوب التي يكون طموحها بسيطا أو محدودا.
إذاً من الخطأ تسمية الشعب اليمني شعبا ناميا، لأن أهم طموح بالنسبة لهذا الشعب البائس جدا الحصول على دبة غاز.
لا تنصدم عزيزي القارئ نحن لا ننمو أصلا، أصبحنا لا نشعر أصلا لا بالوقت ولا بفارق الزمن ولا نشعر بالأحداث نتيجة لتسارعها.
هل تستطيع عزيزي أن ترجع بالذاكرة قليلا إلى ما قبل فبراير 2011؟، الوقت منتظم جدا ونمو هذا الوطن كان بطيئا لكنه يحدث.
المشاكل التي تحدث حتى وإن كانت بسيطة كان لها تأثير كبير بين كل فئات المجتمع.
أتذكر مرة تم رفع سعر الغاز مئه ريال أحدث هذا الخبر صخبا كبيرا ومظاهرات وبدأ الناس يتحسسون بطونهم، الآن أصبح الأمر عاديا جدا.
الفساد الآن أصبح عاديا بينما في عصر "عفاش" كان جريمة والسرقة أيضا وكل الممارسات التي حدثت في عصر صالح أصبحت بالنسبة لثوار 2011 شيئا طبيعيا وبشكل هستيري وجنوني.
وأنا أفكر أحيانا، أقول لنفسي مشكلة الثوار كان في اسم "علي صالح" فقط لأنه ليس هناك أي قضية.
المقارنة توضح مدى تفاهة القضية وكيف أصبح الوطن ضحية الطمع والجشع، أصبح كل شيء عبثيا فوضويا غير هادف.