يقول عبدالرحمن بن خلدون: إن الحاجب هو من يحجب السلطان عن الخاصة والعامة ويكون واسطة بينه وبين الوزراء فمن دونهم.
الحاجب الآن هو مدير المكتب، إذا أردت أن تعرف نوعية السلطان قديماً والرئيس حديثاً فلتنظر الى حاجبه، والآن نستطيع القول: فلتنظر الى مدير مكتبه.. والحجابة أهم منصب بعد السلطان بل سلطاني كامل وهو عقل السلطان ومدبر أمره ويده وعينه وأذنه وكل صراعات الحضارة الاسلامية كانت على منصب الحاجب بين الخاصة في كل بلاط.
تكمن أهمية مدير المكتب.. أو الحاجب.. بعقلية المتولي للأمر كونه يبت بالأمور التي يجب أن تصل ولا تصل.. المهمة وقليلة الأهمية والتي لا تستحق.
لذا فمدير المكتب يعتبر هو من يشكل عقلية الرئيس وهو من يستطيع أن يدخل برئيسه التاريخ أو يخرجه منه خاصة الآن، في هذا الميقات، مع تكاثر المشاكل والمطالب وتفاصيل الطلب والرفض.
مهمة مدير المكتب هي ترتيب مقابلة المراجعين للرئيس مراعياً مركزهم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وأي خلل في الجانب الذي ذكرت يصبح خللاً كبيراً في جسد الدولة.
ولمدير المكتب أن يتحلى بالعلم نقيض الجهل، وألا يكون غبياً عابساً ذهولاً متشاغلاً.
وأهم صفة لدى مدير المكتب هي دقته في الموازنة بين الأمور بحيث لا يجلب الضر من حيث يعتقد المنفعة وهو المنصب الأهم لأنه يحقق الضرر للدولة أو المنفعة، وجل وظيفة الحاجب أن ينجح في الواسطة بين الحاكم وشعبه وهذه مدار سلطته، ودورة مكانته.
وأنصح الشعيبي، وهنا لا أمدحه، بل أنصحه بأن يكون مثالاً للحاجب المخلص، وأن منصبه ليس سهلاً ومدير مكتب الرئيس لا يعني أنه مجرد منسق بل هو حاكم صغير وموقعه أهم من رئيس الحكومة برأيي ومن الوزراء كلهم، اذ هو الرئيس، نسخته الأصلية، ولا أعرف هذا الشعيبي من قبل واذا كان ناجحاً بإستطاعته أن يُنجِح الرئيس العليمي ولو كان الرئيس محط فشل، فماذا لو أن الحاكم كان ناجحاً وكان مدير مكتبه كذلك..! هنا ستتحقق المعجزات.
مجرد نصيحة للشعيبي أن يطالع سيرة الحجاب العظماء الذين سطروا الأمجاد، مهمة الشعيبي ليست سهلة، ليست بسيطة بالمرة.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك