من القاتل؟
الطفل الذي بترت قدماه من بترهما؟
الشاب البعيد عن أمه، من شرده؟
المدن المحاصرة بالدم والكهنوت من يحاصرهن؟
ابنة حيس الممزقة بقذيفة من ارتكب بحقها ذلك الجرم؟
كل دمعة وضحية وكل معركة وشتات، كل جوع وفقر، من تسبب به؟
أنا عبدالسلام القيسي، من أبعدني عن أهلي وأمي وبلادي؟
سأخبركم، عن السبب، وعن القاتل الأول، والدموي، وعن لعنة الصحراء.
قبل ألف وستمائة سنة، ربما بذلك الوقت، أو ما يقربه، وبالتحديد في القرن الخامس الميلادي أنجبت عاتكة بنت مرة زوجة عبد مناف ولدين توأمين وهما هاشم بن عبد مناف، وهو جد الهاشميين، والثاني هو عبد شمس بن عبد مناف وهو جد الأمويين، أحدهما ولد قبل الآخر بلحظات، وهو عبد شمس، وكان هاشم أنجب من أخيه فآلت إليه الكلمة الأولى بعد أبيه، وهذا ما ولد الغيرة لدى عقب ونسل عبد شمس.
وتكاثرت القبيلتان، في الجاهلية، والتنافس والصراع وكل أشكال المدافعة، وارتبط الثراء ببني أمية، فأمية بن عبد شمس، وارتبط الذكر ببني هاشم مع الفقر.
ثم أتى الإسلام وامتد الصراع بينهما، بين توأمين، وكان سبب كارثة الأمة منذ ألف وستمائة سنة.
وامتد الصراع والتنافس بين أبناء عبد شمس ورأسهم "معاوية" وبين أبناء هاشم ورأسهم "علي"، كانا يتقاتلان باسم الفاضل والمفضول وباسم الدين.
ولكن القتال الحقيقي باسم جديهما هاشم وعبد شمس، فهم أبناء عم، تصارعوا على السيادة في الجاهلية وفي الإسلام.
لا دخل لله وللرسول بهذه المعركة الممتدة لعشرات القرون.
كل ضحية سقطت هي امتداد لمشكلة مولد عبد شمس قبل هاشم، ومشكلة هاشم ساد عبد مناف في الجاهلية، أي: معركة الولاية هي معركة جاهلية.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك