الميسري قرأت تعليقات بأن لغته في شريطه المسجل الأخير تصالحية، وحين استمعت لحديثه وجدت أنه لم يغادر مساحة صراعات الأنا، وتخوين الآخر ووصمه بالعمالة، ثم المطالبة بتبادل الأحضان والأشواق وتقبيل الوجنات واللحي من أجل الجنوب.
من أولويات بناء الثقة أن لا تحشر الآخر في زاوية الخيانة، ثم تطالبه بالجلوس معك على طاولة واحدة.
حديث الميسري ذاتي بلا نفس تصالحي، معركته مع شخص في الانتقالي، وحديثه عنه بحدية يكشف عن حنين مكبوت لسلطة فُقدت وزكائب مال ونفوذ ووجاهة لن تعود.
كنت أتمنى أن يغادر الميسري الخطاب الخشبي المتشنج، ولغة الطعن والنزال ومفردات صدأ الصفيح، ويبحث عن مشتركات تساعد على التسامح لا فتح ملفات الصراع، والعيش في ظل ماضٍ لا يبدو أنه قابل للاستدعاء مرة ثانية.
ذهنية "أنا أو الجنوب" ودمجهما معاً في ذات واحدة، "ذهنية صفرية" ستدمر الاثنين معاً.
عيدروس الذي تجتر معه الخصومة في كل أحاديثك المتواترة، ليس هو كل الجنوب، وأنت أيضاً لست كذلك، هناك حقوق ومشروع وقضية أكبر من الجميع.
ربما هناك من سيجاريك بلعبة حذف الطوب على رأس وطنية الآخرين، ولكنه لن يصمد في مجاراتك، وفي نقطة ما فارقة سيرد عليك.
نعم.. إن كان خصمك اللدود لديه الإمارات، فأنت لديك تركيا وقطر، وهي خطابية توسع بون الشقاق ولا تقارب الاختلافات وتضيق هوة المواقف.
نحن ننتظر في القريب حديث ميسري آخر وثانٍ، نطالع فيه لغة حصيفة مغايرة، أقل بكائية وذاتية، وأكثر سعة أُفق وتصالح.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك