لم أفق من الصدمة، صدمة البهجة، فأحدنا لو تعرض لحادث عنيف قبل بضعة أشهر ودخل في غيبوبة وفاق هذه الأشهر سيصاب بالجنون، وهو يشاهد طارق صالح في تعز ويشاهد المقدشي وزير الدفاع في الساحل الغربي.
سيجن ويقول: مجانين، الكهنوت هو في اللحظة يجن ويصرخ بكلمة فارسية: ديانا ديانا ديانا..
أوتدرون معناها؟ مجانين، مجانين، مجانين، حفظتها في صغري وأنا أقرأ سيرة القادسية، حين تحصن الفرس خلف النهر بعد هزيمتهم وظنوا أنهم والمدائن بمنجاة من العرب القادمين إليهم بملامح النصر فاجتازوا النهر بخيولهم، عبرت خيولهم فوق الماء، وصاح جند فارس: ديانا ديانا..!
أعود إلى البداية، أخالني ذلك الذي دخل في غيبوبة، ماذا سأقول؟
سأقول: أين أنا؟
سأهتف: كم لبثت فاقداً للوعي؟ هل لبثت قرن زمان، نصفه أو ربعه، عقد زمان؟
سيجيبني الصدى: بضعة أشهر..!
جنون، يستطيع اليمني أن يجد بعضه، وأن يلتحم ببعضه، مهما كانت الخلافات، وهنا تكمن العظمة.
عظمة التسامي من الجميع بين الجميع، لم يعد طارق متمرداً حسب نظرهم عن الشرعية، بل الشرعية، وحسب قولنا لم يعد المقدشي وزيراً للإرهاب والتطرف، بل ولنا حتى، وإن صدقوا وصدقنا وكذبوا وكذبنا فالحقيقة أن الذي حدث بيننا أكبر وأعمق من أن نتفق هكذا بسهولة، فساح المعارك كانت معدة للموت، بيننا وبينهم.
الحقد يغلي وقلوب الجميع مراجل تغليه أكثر وأكثر ولو قال أحدنا الله ربي أنكر الآخر ربوبية الله، مناكفة.
لكن الذي حدث ترجماناً للطغيان الكهنوتي، اليمني لا يتحرج ولو لحظة عن الانسياب لأخيه خاصة لو أن العدو ألعن مما نتخيل، فبقدر صفاتنا كيمنيين التي وحدتنا وحدنا الكهنوت بطغيانه، وإيغاله واستخفافه بكل شيء، شكراً لك يا عبدالملك، وحدتنا..
وشكرا للمقاومة الوطنية بزة بزة، فلقد كانت المنتصف الذي نادى وسعى، لأجل هذه اللقطة، منتصف النضال والفكرة الوطنية واعتدال الرأي، وصوت الجميع، بلا منازع، بخطاب وأدبيات القائد، فالوطنية الجامع الحقيقي والأول لليمنيين، وأمامكم الإثبات، من ميدان المعركة.
جهودنا لم ترح سدى، صفوفنا كما حلمنا، وأردنا، ولنا قائد، يدرك كل شيء.. وسار بنا هذه السيرة.
توحدنا وهذا هو الأهم، والهدف والغاية لأجل هدف وغاية أنبل.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك