منذ تأسيس حزب المؤتمر عام 1982م، كان مظلة ظللت وضمت في طياتها من كل الأحزاب.
كان شعبياً بكل تفاصيله، لم يخضع للانضمام له أي قوانين، لمّ في طياته الإصلاحي والاشتراكي والناصري والمستقل.
يكفي فقط أن تكون يمنيا كي تكون مؤتمريا، فكل القيود والاشتراطات والتقييمات تلاشت في حضرته كل الفوارق الطبقية والمناطقية والمذهبية.
هذه الأيديولوجية التي شرعها الحزب لأعضائه عندما ننظر لها عن بعد فهي شيء جميل أن حزبا ليبراليا يضم كل الاختلافات ويلاشي كل المفارقات.
لكن عندما نقترب أكثر ونقرب الصورة نكتشف أن سبب التموج الحاصل في حزب المؤتمر منذ إنشائه في صعود وهبوط هو احتواؤه على قيادات كان لها تأثير في الحزب بقيت محتفظة بأصولية انتمائها لأحزاب أخرى فتسبب في نخر حزب المؤتمر والتأثير فيه بعمق لمصلحة أحزاب أخرى.
منذ 2006م كانت مظلة المؤتمر تظلل فسادا كبيرا من مختلف الانتماءات هم من تسبب في ظهور سمعة سيئة وقدمت صورة رديئة لهذا الحزب في كل المجالات وسنحت للمعارضين واعطتهم فرصة ذهبية ليرموا كل انهيارات الوطن على عاتقه.
المؤتمر لم يغربل أعضاءه، بالتالي نخر في العظم نلاحظ أحداثا متكررة تمثل صورة واضحه لهذا الشيء.
أحداث تسلل الفساد إلى كل القطاعات في ظل حزب المؤتمر إلى أن كانت النهاية في مقتل الزعيم علي عبدالله صالح الذي كان يثق بأنهم سيكونون درعا واقيا لحمايته وفي النهاية خابت آماله وتم إخفاء وطمس كل خطط الدفاع التي كان يسعى الزعيم الصالح لتكوينها في احتفال الوداع في السبعين، صنعاء عام 2017م.
تنظيف هذا الحزب من العمق إلى الرأس شيء ضروري ومهم وإلا سوف تتكرر الأحداث والانهيارات، ورغم شعبيته الضخمه في ربوع الوطن أجمع سيظل وسيلة للتسلل وهدفا سهلا للمؤامرات، وسيتكرر سيناريو السقوط الموسمي.