محمد عبدالرحمن
عندما يضحك "26 سبتمبر" في ذمار.. الإمامية الكهنوتية تعتقل "الشعلة"
ذمار نموذج لتسلط الإمامية الجديدة، نموذج أكثر فتكاً بحق الناس وحريتهم وجمهوريتهم، على الرغم أنها المحافظة التي يتغلغل فيها الحوثي في بعض مديرياتها بشكل عقائدي كبير، إلا أنها أيضاً نموذج في مقاومة الكهنوت وأدواته المضللة، ذمار التي منحت الحوثية الإرهابية الكثير من الرجال وهم في حالة من الغفلة وهؤلاء هم البسطاء، أو أولئك الذين ذهبوا طوعاً معه بدافع عقائدي يعتبرون ذواتهم فوق اليمنيين، لكن في المقابل تمتلك ذمار الكثير والكثير مما عجز الحوثي عن أخذه بالقوة، وعجز عن دحضه بالحيلة والخداع وتحت مسميات دينية وطائفية، ذمار جزء من المعركة الكبرى ضد الإمامية هذه المرة، وبشكل يجعل منها مرتكزاً لأي انطلاقة عسكرية جديدة، وقاعدة جمهورية تتمثل في الأغلبية من الناس المتمسكين بفكرة الجمهورية السبتمبرية.
نموذج خاطف على أن الإمامية الحوثية تحيط بذمار بكل أنواع سياج الترهيب، بخوف من أي إثارة على الواقع تستنهض مارد ثورة سبتمبر الجمهوريين، حيث أن الواقع الذي تخافه الإمامية الحوثية يثير نوبات من الهلع لديها، وخاصة أن وأد فكرة الجمهورية وثورة السادس والعشرين من سبتمبر أصبحت مستحيلة، وكلما تغلغل الفكر الإمامي بشتى الوسائل، واجه مقاومة فكرية كبيرة تصده عن الاستمرار في التوغل أكثر في الذهنية الاجتماعية وخاصة "الذمارية".
هذا النموذج الذي قدمته الإمامية الحوثية في ليلة سبتمبر اليمنيين في ذمار، هو قيامها باعتقال شعلة الثورة، والتي تطوع بعض المواطنين في إيقاد الشعلة بعد أن كسروا حاجز الرهبة والخوف وتجاوزوا سياج العذاب الذي تتوعد به سلطة الإمامية كل من يفكر في أن يترجم فكرة الجمهورية السبتمبرية على الواقع، أو يفتح مجالاً لاستجماع قوى المجتمع في ليلته المباركة.
بعد أن عجزوا في ذمار باعتقال سبتمبر وفكرته ومبادئه وقيمه الأخلاقيه، عمدوا إلى اعتقال شعلة سبتمبر، شعلة حاول البعض أن يستعيد وهج الحرية وفكرتها، هذا الاعتقال للشعلة هو نموذج بسيط على العدوان الذي تمارسه الإمامية الحوثية في كل مناطق سيطرتها، عدوان لمواجهة فكرة الجمهورية والاحتفال بسبتمبر اليمنيين الخالد، سبتمبر الذي أفزع الإمامية القديمة وأسقطها، ويفزع الإمامية الحوثية وحتماً سيسقطها، ولن يدوم الأمر طويلاً، لأن الخوف من بقاء فكرة الثورة السبتمبرية متقدة في عقول الناس بصمت، سوف يصيب الإمامية الحوثية بهلع يخلخل قوتها وسلطتها المتغطرسة مما يؤدي بها إلى السقوط الحتمي والمنتظر.
عجزوا عن اعتقال مبادئ ثورة سبتمبر المجيدة، فاعتقلوا الشعلة في ليلتها، عجزوا عن اعتقال كل الناس وأخفائهم قسراً، فعمدوا إلى تجويعهم وإفقارهم، عجزوا على أن يأتوا بمثل سبتمبر فعمدوا إلى تشويهه وإسقاط قدسيته في إيمان الناس، وفي كل مرة يحاولون أن ينتقموا، يواجهون مقاومة أشد، وعنفوانا جماهيريا جمهوريا أشد.
لأن السادس والعشرين من سبتمبر ثورة أرست حياة للناس، فإن أي تحرك للإمامية الحوثية لوأدها، هو تعجيل بانطلاق شرارتها الثانية وخروجها من عنق الزجاجة وطمر الإمامية ودكها بشكل أقوى وأشد مما حدث سابقاً في الانطلاقة الأولى، ولأن سبتمبر حي في قلوب اليمنيين، فإن أي مواجهة لثورته هي نوع من الحماقة، لأن القوة المسلحة التي تمتلكها الإمامية لن تمنع الغضب الجماهيري من التدفق والخروج وإعلاء مبادئ الجمهورية والحرية.
ولأن ذمار هي نقطة ارتكاز في مسيرة الإمامية الحوثية، ومخزن بشري تتزود بها جبهاتها، فإنها في نفس الوقت تمثل نقطة خوف من ردة الفعل القوية التي يمتلكها الناس ويحافظون عليها بصمت إلى حين ولادتها، ولذلك يكون تعمداً في استمرار إذلالها وإركاعها، ولو باعتقال شعلة الثورة التي تمثل رمزاً للاحتفال الكبير في قلوب الناس.
اعتقلوا الشعلة السبتمبرية في ذمار، خوفاً من أن تحرقهم، ولكنهم لم يدركوا بعد أنه لا يمكنهم إطفاء شعلة 26 سبتمبر من قلوب الناس، حيث المصدر الحقيقي للثورة، والمكمن الصادق لمبادئ وقيم الجمهورية والحرية.
شكراً ذمار حيث الإلهام المبكر للفداء والتضحية، والتعويل الكبير للثورة السبتمبرية الجديدة ضد الإمامية الجديدة، شكراً ذمار واعتبري أن اعتقال الشعلة هي فقط فكاهة ونكتة ذمارية أردتي بها إضحاك سبتمبر المجيد.