عبدالسلام القيسي
الشرعية والانقلاب والرصاصة الأخيرة في معركة الخلاص
هذه المرة إذا بدأت الحرب فستكون مختلفة.
ورغم تنازل مجلس القيادة وقبوله بالهدنة خلافاً لإرادة الناس التي تريد التحرير فيمكن قراءة ذلك الأمر كما قال الصيني في كتابه "فن الحرب": إن قبل الحرب، قبلها بلحظة، يتظاهر القوي بالضعف والضعيف يتظاهر بالقوة.
ما نلمسه وأرجو أن يكون كذلك تنازلات مجلس القيادة لإنجاح هذه الهدنة وهي تحتمل معركة الخلاص.. التظاهر بالضعف لجر العدو إلى حلبة الاستهتار وكسره الهدنة ثم دفنه بمعركة خلاص.
فالمعركة هذه المرة ستكون مختلفة عما سبق، طالما هناك مجلس قيادة واحد سيتحول بلحظة إلى مجلس حرب، وستنطلق الجبهات دفعة واحدة بساعة صفر واحدة وبفوهة واحدة وستنطلق من كل المحاور.
أن تنطلق المعركة من مأرب ومن الساحل الغربي ومن الضالع ومن صعدة ذاتها ومن البيضاء ومن حضرموت الجوف ومن تعز ومن البحر، والبر، ومن الجو؛ فستكون نهاية الكهنوت، ونهاية سريعة.
فهل الكهنوت يدرك هذه الحقيقة الفارقة في ظل مجلس القيادة؟
هذه المرة لن تشتعل في الساحل وتكف في مأرب، لن تقاتل تعز هذه المرة وحيدة، العمالقة ليسوا وحدهم، ولا حراس الجمهورية سيقاتلون إذا حان القتال لوحدهم.
والمقاومة الجنوبية أيضاً لن تكون وحيدة، حتى المنطقتين الأولى والثانية اللتين في حضرموت ولم تشتركان في المعركة من أول سنة حرب سوف تنطلقان مع المعركة، معركة خلاص.
لا يدرك الكهنوت أن ما بعد المجلس لا يشبه قبله، وأن غرفة عمليات واحدة ستدير المعركة وستنبعث البراكين من قلب كل بلاد ومن كل جبهة وستنطلق القبائل من عمقه.
فإعلان حرب هذه المرة لن يكون إعلاناً يشبه ما سبق من السنوات، بل إعلان نصر كامل أو إعلان خسران كامل.
حتى المجتمع الدولي أيقن بالحقيقة، رغم كونه يعلمها، لكنه هذه المرة سيفشل في الوقوف بجانب الكهنوت والدعوة للسلام وإيقاف معارك الخلاص مثل كل مرة.
إذ الكهنوت رغم تنازلات الشرعية رفض كامل بوادر السلام، رفضها رغم كونها تصب في صالحه، ويهدد طاقة العالم.
والذي يجعلني أثق أن معركة خلاص قادمة تصريحات كل أعضاء مجلس القيادة وكذلك رئيس الحكومة وكل أهل الحل والعقد في البلاد بعد رفض الكهنوت الهدنة بلغة مفادها: رحبنا بالسلام العادل وصرف المرتبات وفق الهدنة ولكنه "الكهنوت" لم يقبل، هكذا قالوها جميعهم.
رسالة مرتبة من الجميع للعالم، لقد تنازلنا عن كل شيء ولم يقبل، فدعونا الآن نستخلص بلادنا من أشداق إيران وهذا الكهنوت الأسود.
مستعدون للحظة الخلاص، هل الجميع مستعد؟
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك