يقول رجل عجوز مضى به العمر وقد عاش الحكومات كلها مذ كان الامام يحيى في رأس السلطة:
يا ولدي مهزوم هو المنتصر.
سمعت منه هذه العبارة ومضيت وهي تتكرر في مخيلتي وكلما كنت اخطو خطوة مبتعدا عنه راودني الشعور بعمق العبارة.
انظر إليه من جديد وأرى تاريخ اليمن وهو يمضي على منكبيه كان اثر السنوات واضحا في تجاعيد وجهه، لقد بلغ من العمر موته وخمس انتحارات هذا هو عمر اليمن.
بدات معاني العباره تتبادر إلى ذهني فعلا إذا انتصر الحوثي في هذه الحرب فلن تقبله الأرض او السماء بجهله وظلمه وتخلفه وقذارات انتماءاته المذهبية.
وإذا انتصرت الشرعية سوف يظل يلحقها الجهل الذي زرع في الحمض النووي للشعب اليمني وهو يتوارثه جيلا بعد جيل.
لا اكتب هذا لازرع الإحباط. النصر بنا ولنا بدون ادنى شك نحن الذين تركنا منازلنا وحملنا اقلامنا وبنادقنا نواجه الجهل والتخلف الكهنوتي.
لا بد أن نشعر بالهزيمة حتى وان انتصرنا لأن الانتصار الأكبر هو تغير التوجه، تنوير العقول وهدم أساسيات التبعية والولاية، توعية شعب عاش تحت براثن التخلف لسنوات.
هنا ستكون المعركة الفاصلة التي سوف تحتاج جهدا جبارا لحرف سفينة أضاعت وجهتها.
معركة السلاح لا بد ان تنتهي. ولا سلام بدون حرب، ولا بد لهذا الكهنوت ان تكسر شوكته.
وبين كل حدث وحدث يزرع أمل وينمو إحباط وكلاهما وقود للآخر، المعركة مستمرة وتزداد عمقا وصعوبة مع مرور الوقت، والحوثي يحاول تثبيت بقائه بكل الوسائل.