عبدالوهاب الشرفي

عبدالوهاب الشرفي

تابعنى على

"الهوية الإيمانية".. غباء التسمية وعبث المستبدين

Sunday 06 November 2022 الساعة 03:17 pm

ليس هناك شيء اسمه "الهوية الإيمانية" من أصله، هذه التسمية مجرد غباء لا تصدر إلا عن طبول.

 هناك هوية إسلامية تدل على أنك تنتمي إلى هذه الأمة (هو سماكم المسلمين من قبل).

 أما مؤمن فهي تسمية لا تميز المسلمين أصلا والجميع -يهودي نصراني مسلم- يسمي أتباعه مؤمنين. 

وهي تسمية لا يمكن أن تميز المسلم عن غيره إلا إذا قرنت بمميز خاص بالمسلمين عن غير المسلمين كأن تقول الهوية الإيمانية المحمدية مثلا.

هذا فيما يتعلق بالتمييز عن غير المسلمين أما التمييز داخل المسلمين فهي كارثة أطم فأنت تفرز الناس إلى مؤمن وغير مؤمن والإيمان شأن قلوب وليس شأن مظهر وشأن القلوب لا يعلمه إلا الله عز وجل.

ما صفتهم حتى يصنفوا أنفسهم مؤمنين وغيرهم مدعٍ للإيمان؟!

 وما تتقبله أمزجتهم هو ما يميز المؤمن وغيرهم مطلوب منه أن يقبل ما قبلته أمزجتهم؟!

إذا كان الله عز وجل يطلب من المؤمنين أن يؤمنوا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا...) دليل على أن الإيمان حالة لا تثبت لأحد ولا يعلمها إلا الله عز وجل.

فبأي حق هؤلاء الأغبياء يقررون أن صورة ما أو وضعا ما أو سلوكا ما أنه هوية إيمان؟!! 

قد يتصنع المنافق أكثر من المؤمن وهو منافق. هوية إسلامية عاد فيها، أما هوية إيمانية يجب أن يقلعوا عن هذه التسمية من أساسها وما احتفظ الله عز وجل بالحكم فيه لنفسه أن يتركوه له، وأبوها التشاعيب. 

 هذه المسميات الفضفاضة استخدامها ليس عفويا وإنما مقصود لأنها غير محددة بمعالم ظاهرة فيمكن للمستبدين والمتمعقلين أن يمرروا وجهات نظرهم وما تقبله إمزجتهم تحتها، ويهربوا من كل محدد واضح المعالم ويمكن قياسه لأنه لا يمكنهم العبث هنا وفرض وجهات نظرهم وما تقبله أمزجتهم على أنه الإسلام دون غيره مثلا.

 فللإيمان أركانه وكل أركانه غيب وللإسلام أركانه وأركانه واضحة محددة قابلة للقياس وستفضح أمرهم وأنهم يفرضون آراءهم وأمزجتهم على أنها الإسلام. 

 لم ينف الله عز وجل الإيمان عن أحد من المسلمين وهم يسفكون دماء بعضهم (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا).

 خلاص أنت داخل دائرة الإسلام فيجب أن يتعامل معك المجتمع المسلم كمؤمن مهما وقعت في زلات أو تقصير وأمر إيمانك لله، لأن الإيمان هو الأصل المفترض في كل مسلم ولضعف البشر قد تقع في أخطاء وزلات في لحظات من حياتك (لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن...) ولا ينفي ذلك عنك الإيمان. 

بالله عليكم لو جارينا هؤلاء المخفقنين فواحد ارتكب غلط، إثم، معصية، انحرف نضبطه وإلا نقوم نقلب كراسي الشعب كله؟!! وكأن الأصل في الناس السوء!!

 هؤلاء كارثة ما قد حصلت ولا قد وردت ويدمرون الدين داخل الناس تدميرا وباسم الدين.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك