كما كان التدخين في الحرب العالمية الثانية ممارسته سياسة، حيث أن الشركات التي كانت تصنع التبغ روجت إلى أن هتلر لا يمارس التدخين وكان رئيس وزراء بريطانيا تشرشل يمارس التدخين بنهم، بالتالي أصبحت ممارسة التدخين في أوروبا تحدد انتماءاتهم السياسية لدرجة أن الشركات كانت توزع السجائر مجانا للجنود الذين يقاتلون في صفوف دول الحلفاء (أمريكا وبريطانيا وروسيا).
وكما هي الآن كرة القدم انقسم المشجعون على حسب انتماءاتهم السياسية والمذهبية والعرقية.
الحوثي يشجع إيران والسني يشجع السعودية والإصلاحي يشجع قطر والمؤتمري يشجع تونس.
وهكذا أصبحت السياسة تسود على كل المجالات.
وبذلك يتوغل الشرخ المجتمعي أكثر وأكثر، تاركا وراءه شعبا يتحول إلى شظايا وتذهب روحه ورائحته وقيمته ووزنه.
الحرب توغلت فانهكت وقسمت وعمقت الخلاف وأوضحت صورة مشينة لشعب غير واع وغير آبه لتقييمات الكفاءة وأصبح التقييم الوحيد مبنيا على منطق محدد أو عرق محدد أو انتماء سياسي بعينه.
هذه التجليات تقدم صورة سيئة عن الوضع الذي يدور في هذا البلد وتوضح مدى الدمار الذي خلفته الحرب وهذا الدمار أسوأ بكثير من أي دمار قد يحدث على الأرض.
ليس هذا على مستوى اليمن فقط ولكنه أيضا على مستوى الدول الداعمة والراعية لهذه الحرب ودول الوطن العربي باختلافاتهم وتنوعهم.
كرة القدم أصبحت ميدانيا للسياسة أكثر مما هي ميدان للرياضة.