عبدالسلام القيسي
المعركة الوطنية وأوهام ثورات "التكتوك" و"الفيسبوك"
عبر التاريخ، لا وجود لثورة عفوية والوطن بعدد قاطنيه ولا تجتمع ملايين الأرواح والنفسيات والآراء والقناعات والمخاوف بثورة واحدة بزغت فجأة من حاجة الناس للثورة فهذا مجرد مثال متخيل يقطن دفات الكتب فقط ويناقض فكرة الواقع الإنساني المبني على التعارض والتناقض وصعوبة توحد رأي القطيع.
وكذلك في الثورات لا يمكنك أن تميز بين صديقك وعدوك وتكثر عينات باعة ضمائرهم في الثورات المثالية التي تجري وتسال على شفاه المتفذلكين فتفشل كل ثورة، بل وتطيل من عمر كل نظام مستبد الثورة المبنية على تصورات القصص.
الثورات جهد وجد وترتيب وعمل وكفاح وسرية وتنظيم وجهد مسلح وتكامل بين نخبة وقادة وممثلين وقاعدة وخط سير يصافح بين جبل وجبل وسهل وسهل ومدينة وأخرى وسواعد وشجعان ورصاص ومخابئ وخطط بديلة وسرية التواصل ودعم وتأمين سلاح وأموال وقوت وانطلاق متزامن من كل جبل وواد ويشمر كل ساعد ببندقيته.
ثورات "التكتوك" ضحكة بوجوه الذين يؤمنون بها.. الفيسبوك ليس مجالا للثورات.. الثورات المعلنة إعلامياً سخرية من الشعب.
ثورات "اللايكات" تخمد حرارة النضال وتسقط إيمان الشعب الذي يفقد صبره ويحين وقت الثورة الحقيقية وقد ضاع إيمانهم، فلا تقتلوا المعنويات.
صحيح.. نكتب.. نقول كل شيء.. نقف مع كل كلمة تصب لصالح المعركة الوطنية ونتضامن، ولكن لا يجب أن نلقي بالناس خلف شللية من التفه وجامعي الإعجابات والمشاهدات وكل ثورة لم تقم على مبدأ التكامل بين الجيوش وأحرار الداخل وفق احتمالات عالية لتحقيق النصر لا نريدها.
الثورة تقع على عاتق قادة وجيوش وهامات بلد.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك