أحمد سيف حاشد

أحمد سيف حاشد

تابعنى على

سلطة صنعاء ومزاعم الدعم السعودي.. خذوها بالعقل

Saturday 21 January 2023 الساعة 05:09 pm

خذوها بالعقل والمنطق.. كيان سياسي مؤدلج في خاصرة المملكة، ويريد منها السماح بتدفق المال إليه، لاستخدامه في تنفيذ "المدونة" التي سوف تستخدم الوظيفة العامة لخدمة أجندة الجماعة ومشاريعها المستقبلية، بل ودعم أيديولوجيتها وعقيدتها التعبوية والقتالية، أقل ما يقال بصدده أنه صعب التنفيذ، أو أنه لن يستمر إن تم الشروع في تنفيذه.

*   *   *

لا يُعقل أن تدعم المملكة كياناً تراه خنجراً في خاصرتها، مهما كان برجماتيا أو نفعيا، طالما هو محكوم في نهاية المطاف بأيديولوجيته، وبعقيدة القتالية اللتين تقفان على الضد منها.

ما يحدث هو سياسة تستهدف نهب ما أمكن من الوقت، لينتهي هذا الكيان بأزماته الداخلية بالرهان على الوقت، أو بمستجدات خارجية تساعد على قلب المعادلة الراهنة لصالحها.

 *   *   *

ما يدلل على سياسة نهب الوقت من جماعة سلطة صنعاء أن ما تم تحقيقه خلال قرابة العام على الصعيد الإنساني لا يستحق الذكر، إن لم يكن مدعاة للخجل.

وفي المقابل لم تطرأ أي انفراجة حقيقية على معيشة المواطنين، بل ما زال المواطن يغرق في معاناته اليومية دون أمل.

 وما يتم بعثه من مزاعم الانفراجات يتضح لاحقاً زيفها أو عدم جديتها، وتنتهي إلى مزيد من اليأس والإحباط والعبث بالوقت.

*   *   *

حتى مزاعم انفراجات الرواتب وغيرها، في حال صحتها تظل متواضعة جداً، وتعبر عن إخفاق أكثر من تعبيرها عن انتصار أو نجاح.

فإذا كان المفترض أن يتم إنجاز كلّ ما هو إنساني خلال أول هدنة، وجدنا أنفسنا على مشارف عام آخر دون إنجاز، وما هو عالق ظل أكبر، ويحتاج على هذا الإيقاع البطيئ سنوات طوالا، فما بالنا بغيره.

 *   *  *

في موضوع المرتبات حتى وإن نجحت ابتداء بانتزاعها، فربما لا تنجح في استمرارها، فالتفاصيل كثيرة، والشياطين في التفاصيل أكثر، وكل تفصيل بإمكانه في أي وقت أن يتحول إلى عقبة تتيح التنصل من دفعها، وزائد عليها بإمكان تحويل كل مستجد إلى طارئ يحول دون دفعها، ويوم الدولة بسنة، وقس عليها. 

والابتزاز السياسي عليك أن تتوقعه في كل حين.

*  *   *

ما يحدث هل هو:

تفاهمات.. مشاورات.. محادثات.. مفاوضات؟!!

في كل حال حتى الآن لا نتائج ملموسة، بل نجده في الغالب مزيداً من التخدير للشعب، ونهب الوقت، لتكريس الأمر الواقع واستمرار التمزيق، واستمرار معاناة المواطنين إن لم يكن زيادتها.

والمخيف أن يكون خازوقا آخر يجري استدراجنا إليه.

*   *   *

إذا كانت أطراف الحرب ما زالت تراوح في مشاورات تسير سير السلحفاة دون وجود أي نتائج تستحق الذكر، رغم مرور قرابة العام من إعلان أول هدنة، ولم نعد بعد إلى مرحلة المفاوضات رغم اغتصاب هذا الاصطلاح، وأكثر منه غياب أي نتائج مهمة على الصعيد الإنساني، فما بالنا بغيرها من قضايا وطنية كبرى؟

*   *   *

ربما تظل تعتقد أن الوقت لصالحك يوطد "دويلتك"، ثم لتنطلق منها في حربك القادمة بنفس "تكتيك القديم" خلال حروبك "الستة الماضية"، لتكبر وتتسع، غير أن هذا لم يعد وارداً في صراع الدول، والأهم ما تم فقدانه من سمعة وتقية وفقدان الحاضنة، وما ساد من انكشاف حد يجعلك محل عداوة لا محل ترحاب، ولم يعد الأمس كاليوم.

*   *  *

التشدد الذي كانوا يبطنوه في الأمس، يظهرونه اليوم بفجاجة.. يريدون فرضه على ما طالت إليه سلطتهم، وفرض وعيهم وأحاديتهم على تنوع ثقافة شعبنا، وعلى اسلوب حياتنا.. فيما النساء الجائعات اللاتي يفترض إطعامهن ولا كأنهم معنيون بهن.

*   *  *

يبدو أن أهداف الحرب باتت تتشكل وتتحقق تباعاً، غير أن الجديد سيكون اتفاق جميع أطراف الحرب عليها، باستثناء شعبنا وأجياله، التي عليها أن تدفع الكلفة الأكثر فداحة من وحدتها ومستقبلها ومصالح اليمن العليا.

ربما في لحظة سنجد جميع أطراف الحرب دون استثناء ستعلن انتصارها في هذه الحرب، فيما الحقيقة تقول: الخسارة "كانت هنا يمن".

*   *  *

إذا كان كتاب "نظام التفاهة" تدور فكرته بأننا نعيش مرحلة تاريخية غير مسبوقة ساد فيها نظام أدّى إلى سيطرة التافهين على جميع المفاصل في نموذج الدولة الحديثة؛ فماذا سيقول علينا صاحبه، نحن الذين بتنا بلا دولة، وبسلطات تكتظ ليس فقط بالتافهين، ولكن أيضا بالفاسدين وأمراء الحرب والعصابات؟!

* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك