عبدالسلام القيسي
أبناء مخلاف.. اليمن تعرفهم جيداً
مؤسف هذا التجاهل المريع لاغتيال الدكتور عبدالله ناجي القيسي.
ربما اللقب.. هذه السنوات وتفاصيل الحرب نالت من بلادنا الواقعة تحت الإحلال الكهنوني وبحماقات بعض أهلها الجهلة فلكل بلاد جهلة وسفلة وثم بتشويه ممض من أطراف كثيرة تحول كل حامل لقب قيسي أو مخلافي إلى شخص لا يستحق الرثاء والانتباه له حياً وميتاً..!
وقد عانيت كثيراً من لقبي وما زلت أعاني، ولكن اغتيال الأكاديمي عبدالله المخلافي آلمني.. ذهب كأنه لم يكن.. صاحب المؤلفات بالقانون والدكتور وشاغل المناصب الأكاديمية وقد قال لي أحدهم: عبدالله القيسي ميوله إخوانية.
أكمل لي: أراك تنتحب عليهم.
هنا سقط بيدي هذا المتصاغر.. كأنه يريد مني أن أفرح بمقتل كل مخالفي رأيي من الأحزاب الأخرى.. وقائل ذلك ميوله كهنوتية ويرى بكل حدث فرصة لبث الشقاق بين أبناء الصف والمعركة الواحدة.
والمهم والأهم الذي أريد قوله: نخب وكبار وعظماء وأسماء كبيرة في العلم والأكاديميات وفي جامعات البلاد والعالم وفي كل مجالات هذه الحياة من أبناء مخلاف.. لا تعرفونهم.. لكن اليمن تعرفهم جيداً.
قد أكون أخالف القيسي برأي وميول وانتماء ولكن لا يعني ذلك عدم الاعتراف بعقلانيته وكونه يمثل الجانب المشرق من بلادي وأهلي.
وبحجم هذا الوجع أجدني أخاطب الناس في تعز: تريدون معرفة العنصر السيئ من بلادنا فقط وتتجاهلون العنصر الحسن ووددت لو تعثرت بنعي من مسؤول أو تشييع يليق به هنا بالفيسبوك من الذين يداومون ليل نهار هنا ورأي عام يطالب السلطة بمعرفة ملابسات اغتياله.
اغتيل صباح (الاثنين) وأغلب الناس يجهلون خبر اغتياله إلى اللحظة ومدينة المليون مفسبك لم تتحدث عنه، وكأن من الغريب تداول اسم كبير يأتي من بلاد مخلاف.. وقد صارت هذه البلاد معيرة.. وسأربط هذه الحالة بحالة أخرى.
أبحث منذ أشهر عن شقة في تعز وكل شروط مالكي البيوت أن لا تكون مخلافياً شرعبياً!!!
هذه تؤلمني.. تتعسني.. من قال لكم أننا أبناء مخلاف وشرعب عبارة عن لصوص ونهابة وبلا ضمير؟
شخص واحد لا يمثلني.. لو تدركون حقيقة الناس وكرامتهم وصدقهم لانصدمتم ولما كنتم بكل هذه العنصرية ضد بلاد كبيرة جليلة.. ولا أنكر أن هناك قلة شوهت ببلادي.
قلة تافهة.. كانوا هم التشويه الممض لبلادنا.. بعض أبناء البلاد شوهوا وكدوا وأكدوا هذه النظرة وتكفل الناس من تهويلهم بالباقي ولصقت المعيرة بنا.
حتى أمسى اغتيال عبدالله القيسي شيئاً لا يرثى والحصول على شقة سكنية في مدينة تعز من المستحيلات، وأنت تبحث عن صديق من بلاد أخرى يساعدك ويستأجر لك باسمه شقة في مدينة هي مدينتك..!
مؤسف يا بلادي.. هذا مؤسف.. وستزول، بإذن الله، هذه الوصمة.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك