ليس محض صدفة في هذه الزاوية من شبه الجزيرة العربية تبنى دول وتقام ممالك عبر مر العصور.
الجغرافيا هي من تولد التاريخ وتبني ملامح المستقبل.
لم نحدد السبب ولا يمكن تحديد ما هي المشكلة التي قد تمنع من إقامة دولة كبيرة في اليمن لها ثقلها ولها تأثيرها الفاعل وإن تغيرت ملامح الحياة التي نعيشها الآن.
لقد مر تاريخ كبير في اليمن، لكن ما حصل لهذا التاريخ؟ ولماذا نكرر نفس الأيديولوجيا التي قد تمنع من إقامة دولة حقيقية؟
مجهول وشيء مخيف فعلا.. لماذا اليمن دائما دويلاتها قائمة إلى الاندثار؟!
المفارقة العجيبة فعلا انه عندما يهاجر هذا الشعب من اليمن يصنع بلدانا عظيمة ويحدث تاريخا كبيرا.. مع انه ليس هناك سبب واضح يمنعهم من صناعة هذه الدولة في أرضهم الأم.
الهجرات التي غادرت اليمن صنعت تاريخا كبيرا في العراق ومصر ودمشق وحتى في دول الخليج التي تعتبر أرضا قاحلة لا تصلح للحياة، صنعوا فيها الحياة واحدثوا تغييرا كبيرا.
وإذا بحثنا في التاريخ نجد أن الأسر الحاكمة في دول الخليج يعود اصلها إلى اليمن.
الجغرافيا لم تكن يوما عائقا، نحن بلد يملك كل المقومات لكي يستقبل العالم بأسره للعيش فيه.
التاريخ دائما يتحدث، لقد تبعثرت كل الممالك التي اقيمت في اليمن وهاجرت وتركت هذا البلد.
واذا بحثنا في التاريخ اكثر نجد ان كل مملكة انتهت بسبب صراعات بين الحاكم والمحكوم او بين الأسرة الحاكمة.
تاريخ هذا البلد لم يكن له تأثير بالمستقبل، وهذا المستقبل هو الحاضر الذي نعيشه.
نحن نتغير ببطء ولا نقبل التغيرات وكل الاختلافات التي تحدث لا تبني بل تهدم.
الأسباب كثيرة، لكن الحل لا يملكه أحد، قصور في التفكير وقلة في الوعي وجهل سوف تستمر أسبابه طويلا وتمتد تأثيراته إلى ان يصبح شيئا تتناقله الأجيال.
هذا الجهل الذي يزرع العداوات والتناقضات والعصبية اثر في تاريخنا لفترات طويلة واثر في حاضرنا وسوف يؤثر في مستقبلنا.
ذلك الوطن الذي يريده كل منا لن يحصل عليه إلا إذا ردم الشرخ الكبير وفهمنا أن لا حياة مع الصراعات ولن تورث هذه الصراعات سوى مزيد من القتل والفشل.