كانت الكدحة ذات يوم سوقًا شعبيًا رائجًا يعج بتفاصيل الحياة، اختلط فيه الناس من جبل حبشي والوازعية والمعافر، ابتاعوا وباعوا الماشية والفخار والخزف والجبن وكل ما راقت له أنفس الريفيين كانت تلمسه أياديهم في سوق الكدحة..
بعد الحرب تحوّلت البقعة العامرة بالحياة والحركة والنشاط الدؤوب إلى خبت قافر معطرٍ بأريج الذكريات المطوية في كنف الغربة، غربة المكان.. مكان اللقيا الذي ارتبط بالكثير من القصص ومرويات الأجداد نزعت روحه آلة الحرب وأطفأت جذوة الحياة في جنباته.
اليوم، وبعد سبع سنوات من الفُراق، يعود المكان الذي شكل في أزمنةٍ غابرة طريقًا للقوافل القديمة المحملة بالقهوة باتجاه ميناء المخا إلى الحياة من جديد.. سنعود عما قريب إلى سوق الكدحة ونتباع الجبن والقند والمشبك.. سنستعيد الماضي بألق الحاضر.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك