عبدالستار سيف الشميري
إنه غير مبارك.. "إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ"
Wednesday 05 April 2023 الساعة 01:08 pm
مهاد..
اليمن وشعبها تُركا بين (النار والعار)، بين الحوثي والإخوان، ومافيا ورجالات الفساد القدامى والجدد وتناثرت الدولة أدراج الرياح.
المبتدأ..
رسخت الحكومة بامتياز في أذهان الكثير من الذين يُمارسون السياسة والعمل العام اليمني، أن السلطة هي أفضل المداخل للثراء، باستغلال ما توفره من نفوذ يُسهل الوصول للمال العام والولوغ فيه دون الإحساس بالحرج وتأنيب الضمير ولا المسؤولية تجاه حقوق الآخرين.
أن تصبح السلطة غنيمة ويتم ربطها بالثروة فهذا أمر جلل وفهم سقيم، في ظل شعب يتضور الجوع والحرب والمرض، امتدت المصالح لتشمل أبناء وأقارب العاملين في السلطة التنفيذية.
الخبر..
جاء "بن مبارك" إلى مؤسسة الرئاسة في فترة انهيار الدولة وبسرعة الصاروخ أصبح سفيرا ووزير خارجية وهو من خارج رجال السلك الدبلوماسي، ناهيك أنه فاقد الموهبة والضمير الوطني ومتخم بالغباء السياسي، وليس أدل على ذلك زيارته لاثيوبيا وتصريحاته التي أدت إلى كارثة للجالية اليمنية في مصر وتنامي الغضب على اليمن واليمنيين وفقدان حاضنة مهمة كمصر الشقيقة.
والتي تؤكد أنه غير مبارك وعمل غير صالح، وأن تغييره أمر أصبح مهما وملحا وقد سبقه وزير التعليم العالي الذي أقرت لجنة بفساد المنح ولم يجد حتى صدى لأي قرارات حاسمة، مما يثير الشكوك حول حماية منظومة الفساد لبعضها البعض وعدم التفريط بفرد منها على قاعدة الخوف من سيكون التالي.
الجملة...
المسرح السياسي اليمني متخم بأمثال هؤلاء العاهات وطفيليات السياسة ممن تلونت وتعددت مواقفهم تبعا للعرض والطلب، والتي تم تصنيعها من مؤخرة السياسة على عجل في العشر السنوات الأخيرة تحديدا، وساعد في ظهورهم تدفقات المال الحرام والفساد.
السياق..
وصل الكارثة "بن مبارك" إلى جهاز الدولة في ظل وضع الانفلات العام ومسرح سياسي مضطرب، غاب عنه كل المخضرمين من الساسة فذهب للعب فيه، ولامتلاكه ومن يخدمون منصات إعلام كبيرة ظنا أنها قادرة على صناعتها، وذلك يبدو صعبا بل محال، ذلك أن الشطيح والنطيح وأضواء الاستديوهات، بدون سواند حقيقية وظواهر شعبية، وقضايا وطنية لا تجدي مع الغباء والفساد ولا تخفي ما استتر مع تقادم الأيام.
على سبيل الختم..
الأشهر القادمة، سوف يزداد غضب الناس وسيخرجون إلى الشارع غضبا من مجلسهم الرئاسي المنشغل بالهوامش.
لم يعد في حسابات الناس ما يحملهم على الصمت إزاء أي تجاوزات أو اختلالات تمس حياتهم.
يدرك الجميع ماذا يعني غياب الدولة وعدم فاعلية المجلس والمؤسسات الحكومية والهدر المالي.
لا شيء يبرر هذا البطء في عمل المجلس في الملف الاقتصادي والخدمي والذي يستوجب تصحيح هياكل القطاع المدني وإعادة عمل الوحدات الأمنية بشكل منتظم وتنظيم عملها ومهامها وانتشارها وضبط سلوك قادتها وأفرادها في حدود صلاحياتهم.
كما لا ينبغي السماح لأي تجاوزات أو زلات "يرتكبها البعض" أن تمر دون ردع حقيقي، ليس فقط مراعاة للتحديات الكبيرة التي تفرزها تداعيات الحرب وطموحات إيران والحوثي في اقتناص مأرب في لحظة وتهديد تعز والجنوب والاحتفاظ بالحديدة مما يجعل الشمال حوثيا والجنوب تحت التهديد.
وأمام المجلس امتحان أخير كي يكونوا مع شعبهم أو يصطفوا مع الفساد.
وغدا لناظره قريب.