المفاوضات تتجدد من جديد وتدور محاورها على نفس الأهداف التي شملتها في كل مرة.
لا تغير جديد سوى أن الحوثي هذه المرة قبل بتنازلات كثيرة لا أحد يعرف ما هي دوافع هذه المليشيات للقبول بالمفاوضات.
المعروف منذ بداية الحرب أن هذه المليشيات تريد السيطرة فقط، السيطرة وتمرير مشروعها الإيراني السلالي على رؤوس أبناء الشعب اليمني.
إذاً علاقة الحوثي وحربه مع الشعب اليمني كانت مرهونة بتحسن العلاقات الدولية بين السعودية وإيران امتدت تأثيراتها وبشكل مباشر على وضع الحرب في اليمن واتخاذ منحنيات جديدة لهذه الحرب.
السلام جميل، الشعب اليمني يبحث عنه، أن يجد مساحة ممكنة للعيش والتنفس من تحت براثن الحوثي الذي كبس على أنفاسه طيلة ثماني سنوات مضت.
الآن لا نستطيع أن نقول إن الحرب توقفت، الحرب فقط أخذت منحنى جديدا وطرقا ووسائل جديدة وأشخاصا جددا وترتيبا معينا والاحتمال الذي يقوله واقع جغرافيا الحرب إن الحوثي سيستفيد من أي فرصة ستمنح له لتمرير مشروعه، وما هي إلا مسألة وقت لدراسة طبيعة الشارع اليمني وطبيعة قوى الشرعية ليهجم هجمته الأخيرة ويترك الشعب أمام واقع جديد ومستقبل جديد مخطط له من السابق.
على كل حال، الشرعية يجب أن تكون حذرة وأن تفاوض عن قوة وتفاوض والأسلحة مشرعة للدفاع إذا تطلب ذلك.
وهناك احتمال آخر أن تنتصر الشرعية وأن يمنح هذا الشعب متنفسا للحياة من جديد، الشعب يكره الحوثي وهذه نقطة فارقة في المفاوضات.
أن يتم أدلجة المستقبل ببناء مشاريع جديدة وتحقيق نجاح واقعي والتركيز على المستقبل الذي لن يكون فيه مليشيات طائفية وتقديم الرؤيا لهذا الشعب ليفهم أن المستقبل ليس للحرب، وأن حركة الزمن ستنقل الشعب اليمني إلى نقطة أبعد من التخلف والهمجية والمشاريع الدموية التي يقدمها الحوثي في كل مرة.
إحداث هذا الفارق قد يحدث انتصارا كبيرا ويقدم صورة حقيقية للحوثي تعريه وتكشف أهدافه ومصير هذا البلد إن ظل تحت هيمنة هذه المليشيات.
الحوثي استغل الجهل ومحاربة هذا الجهل تعني القضاء التام على مشاريع طائفية قد تفتح بابا جديدا للحرب.
الاتجاهات والتوجهات تتحول والعالم يتغير باستمرار والحوثي لا يزال حبيس فكره "علي بن أبي طالب".
هذه كارثة تعيدنا لأكثر من ألف عام ليعيش هذا الشعب تحت مستنقع الجهل والتخلف والعالم يمضي بسرعة ونحن نعود إلى الخلف دائما.
هذه المفاوضات ستمنح الأطراف فرصة كبيرة يجب استغلالها بحكمة وحذر وقوة.
بوادر جميلة أن يتم الإفراج عن الأسرى، الحوثي لم يصنع سوى المعتقلات وآلاف الأسر تنتظر خروج ذويها من سجونه، لم يخرج إلى الآن سوى المسؤولين.
ونظر المجلس الرئاسي لهذه النقطة سيمثل فارقا كبيرا في نفوس أبناء الشعب اليمني ككل.