التغييب المستفز في تعز المحررة لصوت تعز المحتلة مقصود وبشدة.
وقد ضاع صوت أبناء المديريات المحتلة سياسياً وفعلياً وتشوهت الجغرافيا تلك بالملاذ الجمهوري وسقطت من الذهنية وهي مؤامرة لتحييد القوى الفعلية عن المجال الملحمي، وعن المعركة الحقة.
وقد انشغل الجميع وتماهوا مع تفاصيل أخرى، بعيداً عن استحقاق التحرير، الواجب الأسمى والأقدس، ولنا حق أن نصيح بصوت عال ونقول:
قفوا، هناك خلف سياج الحصار ما يستحق الحديث لأجله، والمكابدة.. والواجب فعله نداء الجميع، شيوخاً وقادة وهامات وقامات وصحفيين وشجعان حرب، مغادرة حمى الاستقطاب والتحزب المقيت، والمصالح الضيقة، وإجبار القادة على تفعيل خيار الجبهات وإنهاء الحصار ومواصلة الكفاح.
ولن يحدث ذلك إلا بتوحد خالص لأبناء المديريات المحتلة: التعزية، وشرعب السلام، وشرعب الرونة، ومقبنة، وماوية، وخدير، ومديريتي حيفان وسامع، أو جزئهما.
فهذه هي المعركة الحقيقية بعيداً عن أوهام قيادات المناطق المحررة، المترهلة، الباحثة عن المكسب والمغنم، وليست مستعدة على الغرم.
وهناك تخل فظيع من أعلى قيادة بتعز ونسيان هذه المناطق، وكأنها ليست تعز، وإما وإجبار مجلس القيادة على فعل شيء وأقل الأشياء فتح منافذ المدينة الاعتيادية أو تشكيل مقاومة وطنية شعبية مستمدة من مصير الرجال.
وفي تعز الآلاف من الرجال الذين يستعدون للمعركة، وتحرير مديرياتهم، وبدعم شخصي من أنفسهم، سيمون كل مقاتل نفسه، ويطير مجتازاً خطوط الحصار وحقول الألغام في سبيل استنقاذ البلاد المحتلة من كهنة التاريخ والجغرافيا ومن سدنة الشيطان.
فهذه بلادنا ويجب أن نعود وبالبندقية، وسنضحي، كل تحرير بحاجة تضحيات، وسوف نضحي.
أنا أول مقاتل، وسأجد أنا بذاتي مئات المقاتلين، أنا وحدي هذا الصحفي الشاب، والقادة والهامات والقامات سيحشدون أكبر وأكثر، ولن نحتاج للدعم، سندبره، كل فرد سيدبر ذاته.
فنحن بحاجة لتضحية، وسندفع المال والدماء لأجل ذلك، وما الملاحم الكبيرة إلا بوهب المال والأرواح.
رئيس مجلس القيادة من بلاد محررة، بيته محررا، وكذلك رئيس مجلس النواب، ورئيس الحكومة، ومحافظ تعز من بلاد محررة، لا يهمهم مصيرنا، ومصيرنا لا يهم قائد محور تعز وبلاده محررة ويستطيع العودة إلى بيته.
كل قادة الألوية من مناطق محررة، كل الصف الأول، ومهمتهم رصف طريق في صبر وتأهيل خط الضباب وأضحية وكسوة، وتطبيع الوضع في المحرر، حتى المقاومة الوطنية دخلت حلبة المحرر، وضاعت بمتاهة هؤلاء، وكأن لا وجود لتعز المحتلة، ولا شأن، وبين هؤلاء وهؤلاء سوف نضيع، نضيع وإلى الأبد.
هل نسمح للجميع أن يتنازلوا عن بلادنا وبيوتنا وأهالينا؟
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك