عبدالستار سيف الشميري
الإنسان السيد والإنسان المواطن
مهاد..
أنسنة السيد..
يقتات عبدالملك الحوثي وجماعته على فكرة تدعي القدسية والاصطفاء، يحولون المقدس من الدين إلى مدنس في الدنيا ويمارسون سلوك الحيوان المتوحش الذي يصعب غالبا إعادة أنسنته.
المبتدأ..
في تاريخ الشعوب القديم والحديث كانت جماعات تؤسس لعداوات وتزرع مزارع للأحقاد، تضرب عميقا في الوجدان الاجتماعي وتؤسس لثارات يتم توارثها جيلا بعد جيل.
الخبر..
يحاول الولي الفقيه في إيران ومندوبه في صنعاء جاهدين هندسة قطيعهم الخاص تحت ذريعة السمع والطاعة والهوية الإيمانية والعدو الخارجي والإسلام والولاية، وهلم جرا من التحشيد لمصطلحات الكراهية ويهندسون هوية للموت والدمار.
هذه الهوية الإشكالية تعاني من “هشاشة الهُوية”، لكنها تنتج هويات قاتلة بحسب أمين معلوف.
الجملة..
في اللحظة الراهنة وفي صنعاء الحوثي تحديدا هناك رقص على إيقاع نصر كاذب يتوهم الحوثيون أنهم كسبوا المعركة وهناك احتفالات ومهرجانات متتالية للتعبئة لمعارك قادمة، ونصر جديد، حسب تعبير المليشيات.
ويحضر السؤال هنا:
كيف لكارثة أن يتغنى بها هذا ويرقص على إيقاعها ذاك؟
التاريخ في وقائعه لم يسجل لهمجية كان لها القدرة على الاستقرار وإن منحت الاستمرار لبعض الوقت..
الانتصار هو المعني الأكبر للارتقاء بالإنسان.
السياق..
صحيح أن الشرعية في وضع لا تحسد عليه وأن عاصمتها عدن لم تتخل عن لحنها الحزين وتبدو في ورطة القرن، وتعز لها أبجدية أخرى، وجدارية للوجع ومعبر مؤجل إلا أن كل هذا التهالك لن يمنح المليشيات فرصة الاستقرار وإن منحها فرصة الاستمرار لبعض الوقت.
على سبيل الختم:
شمالا وجنوبا سنظل ندفع الأثمان الباهظة سلما أو حربا بسبب وحشية المليشيات وعدم القدرة على أنسنتها وصولا إلى أي خيار للسلام.
وسوف تظل اليمن في هذه المنزلة بين منزلتين لا سلم لا حرب لا دولة ولا سيادة.
وستبقى هذه ال"لا" حاضرة في كل شيء وفي كل التفاصيل، كما ستبقى "لا" بالمقابل هي كلمة الرفض الوجيزة لكل هذا الحاضر المفروض وعلى كل حال.
وباختصار: نحن جميعا يمنا وعربا ندفع ثمن”خطيئة إيران الكبرى” في اليمن، وسوف نتخطى هذه المرحلة الخطيئة عندما يبدأ تأسيس جيش واحد بعقيدة عسكرية خالصة، مهمته الخلاص من الإنسان السيد ودويلته والبحث عن الدولة التي يعيش فيها الإنسان المواطن مكفول الحقوق والواجبات.
ولعل ذلك الأمر بعيد المنال، لكنه ليس مستحيلا.
