يونس عبدالسلام
الإخوان وجماعة الحوثي.. النهج الواحد
منذ البدء لم تكن جماعة الإخوان في اليمن أقل بشاعة من نظيراتها الدينية، أو تلك المنبثقة منها، الحركات الإرهابية كتنظيم القاعدة وداعش والسلفيين، ولا من الحوثيين مؤخرا.
طريق سفك دم اليمني واحد، منذ تأسست جماعة الإخوان (حزب الإصلاح) في اليمن، مرورا بأحداث 94 حتى الاغتيالات التي شهدتها البلاد والأحداث التالية التي شاركت الجماعة بشكل أن تعيشها اليمن، شمالا وجنوبا.
لم تعرف الحكومات السابقة للبلاد فضيحة تسليم دولة بكل أجهزتها، كما فعلت حكومة تربع على عرشها الإخوان في 2014، لتفر تاركة خلفها مؤسسات ومعسكرات أخذها الحوثي بدم بارد، لتحوله من جماعة متمردة إلى سلطة.
حتى في فعلها المقاوم فيما بعد، ظهرت الجماعة انتهازية كما لم يعرفها أحد من قبل، تقدم مصالحها على مصالح الوطن، وتربط بقاءها ببقائه.
لن تدافع عن الدولة ومبادئ كالجمهورية والديمقراطية، إلا إذا صبت في صالحها، ما لم ستتنكر وتنقلب على كل المبادئ والقيم.
ففي حين أمل الناس وبعض أنصار الإصلاح على الجماعة في مواجهة الحوثيين، كانت تقود الطابور إلى الوراء، متخلية عن البلاد مدينة مدينة.
وفي حين كانت القوى القبلية الأخرى تواجه في عدن وتعز ومأرب، كان الإخوان ينتظرون لحظة قطف النصر، ليتصدروا المشهد كمحررين.
لم تجد الطريقة نفعا، يعرفهم الجميع وكيف تركوا بقياداتهم التنظيمية وفي مؤسسات الدولة كالداخلية وغيرها، صنعاء وذمار وإب وتعز ولحج ذات سبتمبر أسود وفي أيام معدودة، لقمة سهلة للحوثيين.
لاحقا وفي مدن محررة من الحوثيين، ستشاركهم السلطة سينقضون عليك في أي لحظة، لا لشيء إلا طمع وشهوة الاستبداد كما فعلوا في مأرب، أو سيدخلون المدينة في فوضى لا نهاية لها، كما هو الحال في تعز منذ أكثر من ثمانية أعوام.
لا علاقة للأمر بقيادات جشعة أو غباء سياسي، بل بتكوين موحد لجماعة كالإخوان أو الحوثيين.
هذا التكوين أو النهج الموحد يجعل من الصعب على الجماعتين التقبل بالآخر أيا كان، بل يفتح الشهية للمزيد من الفاشية والتفرد والتسلط.
إنه التكوين الديني، الشعور بالحق الإلهي لحكم الناس والسيطرة عليهم، تحت ساطور الولاية أو الخلافة، وبنصوص مقدسة ملوية العنق.
وبمنطق كهذا، ضاق الحوثي بصالح والمؤتمر في صنعاء وغيرها، وضاق الإخوان بالجميع في مأرب وتعز.
اغتيالات واختطافات بالجملة، تفخيخ للفصائل المقاومة للحوثي، تفريخ لمليشيات من رحم مليشيات.
صورة قاتمة للعالم قدمتها وتقدمها للأسف، الشرعية والسلطات المحلية في المناطق المحررة، تتلخص في شكلين، غزوان المخلافي الشق المليشياوي وعبدالله العديني السياسي.
تكثيف المرعب للوضع في اليمن، يلخص لك حكم جماعة الإخوان (الإصلاح) بشكل لا تختلف فيه عن الحوثيين بشيء سوى في لون العمائم.
جماعة لم تؤمن في يوم من الأيام بالعمل السياسي وليست كفؤا لتؤمن، ومن شواهد عالمية ماضية وحاضرة، لا أظنها ستؤمن مستقبلا.